تناقل الناس بعجب واستغراب واستنكار أخبار ذلك الطبيب المعروف والثري, وقد سرق, في جولة الحواسم الأولى وبصيغتها البدائية... سرق المعدات والأجهزة الطبية من إحد المستشفيات... وها نحن إمام صيغة أخرى لما وصلت إليه أخلاق بعض الأطباء والأماكن الصحية .. وفي ساحة بيروت ببغداد.. وسرداب معتم وثلاثة أبواب لطبيب وطبيبة ومختبر... والمراجعون للطبيب يواصلون تذمرهم وسخطهم واختناقهم بهذا الزحام في بئر السلم .. كل هؤلاء المراجعين يتكدسون تحت السلم , ولا مكان لجلوس المرضى ,, ويتهكمون على طبيب لا يقل دخله اليومي عن نصف مليون دينار .. ومع دخل زوجته الطبيبة, في جواره في السرداب قد يبلغ المليوني دينار.. ويرد مقهور على (حسد النعمة هذا) ان راتب الوزير العراقي يتجاوز بكثير راتب نظيره الأمريكي رغم أن وزيرنا قد لا يحمل مؤهلا علميا .. بل قد يكون عضو البرلمان بشهادة مزورة ... والأكيد أن الطبيب أحق وأجدر براتب ومدخول وزير ... وبهذا الحساب والتفكير والمقارنة والواقع وصل العراقي إلى أن يستلف ويبيع ويقتطع من لقمة أطفاله ليعالج نفسه في العيادات الخاصة ., بعد أن تعكرت الطريق وطالت إلى المستشفى .. بضرورة الحصول من مستوصف المنطقة على كتاب إحالة إلى المستشفى وفي المستشفى تبدأ ملحمة أخرى وتعب آخر.. ولا حل غير عيادة الطبيب الخاصة... وفي هذه العيادة وبنموذجه المذكور... يتعمد الطبيب إدخال أكثر من مريض للفحص... يدخلون بالجملة.. تماما كما في المستشفى ... ويتواصل اللغط والغضب بين المرضى .... واين الأتقياء والعاكفون على تجسيد إخلاص وزهد وجهاد الأئمة الأطهار ويروا بأنفسهم عما حل بالعراقيين وما وصل اليه بعض الأطباء من جشع وانعدام حياء .. أم إنهم يتعالجون من الزكام في أمريكا وألمانيا وجنيف ؟؟
أين المسؤول يرى بنفسه حال المريض في العيادة الخاصة والتسليب المتفق عليه بين الطبيب والمختبر والصيدلية وشركات الأدوية والتصوير الشـــــعاعي ويقدر حاله الأشنع في المستشفى ؟
القادمون من بلدان الضمان الصحي .. وركض الأجهزة الصحية فيها وراء المريض مثل أم وراء طفل مشاكس .. يستحقون التهنئة والتبريك على عظمة انجازهم الملفوف بالتقوى.. أما نقابة الأطباء وزميلاتها فليست في سبات , بل في رقود بلا فاتحة... |