لا سرقة كالتي حدثت للعراق ,من مصانعه العملاقة إلى مصارفه وبنوكه وتاريخه وجغرافيته وماضيه وتراثه وشواهد حضارته ,إلى دوائره ومبانيه وطائراته ومعدات خامس جيش في العالم ,وصولا إلى سرقة كفاءاته وشهاداته ومناصبه ,وليسجل اكبر حجم للفساد وقلة الأمان وانعدام ابسط الخدمات ...وهذا كله معروف ومعاش وفي بؤرة الانتباه ...إنما الذي قد يغيب عن بعض الأذهان والانتباهات هو أن بين المنفذين الكبار من سجلوا رقما قياسيا في العوق الفكري والغباء المطبق ...وان تفشي الرقص على إيقاع دف (الملفات ..والمسكات ,او المستمسكات وأدلة الإدانة .....)يبرهن على هذا الغباء ..وان ازدهار سوق المعلومة والتحري عن أدلة جنائية تهدد الخصم وتقيم له ملفا لاستخدامه للابتزاز إنما مضيعة للوقت والجهد والمال ..فبين اللصوص المتنفذين من لا يرى عواقب هذا الفساد على الناس ...ولا يعنيه أن يرى ...بل ..قد يرى الناس من خلال حاله ودنياه ونعيمه...والاهم إن الغباء من الضخامة والاتساع انه غاب عن (الابطال)حقيقة انه لا حساب ولا مساءلة ولا ازعاج للقتلة وللفاسدين ..وان الأمر مجرد صخب وضجيج ومليارات نهبتها أشباح ...اشباح نهبت الدبابات والطائرات والمتاحف والمصانع ..واشباح هيالتي تباهت وحملت الشهادات المزورة ..وأشباح هي التي توسوس بالطائفية وتشعلها وأشباح ....الخ ..
يقال أن اللصوص من حملة الجنسيات المزدوجة يتلفتون وهم في عواصم العالم وتزوغ عيونهم خوف أن يلقى عليهم القبض ..تماما كما يتلفت اقرأنهم في عواصم الجوار وفي مدن العراق ولا ينتبهون إلى إن اكبر حجم للفساد لم ترافقه اكبر المحاكمات واكثر الاحكام ...على الأقل لذر الرماد في العيون وإشعار المواطن إن الأمور غير سائبة ..فلماذا يقلق اللصوص والقتلة؟ ولماذا تبديد العبقريات في فتح الملفات والحصول على أدلة لابتزاز الآخر ؟
مداخيل النفط المباع( رسميا )فقط ,بعد الاحتلال, مع العقول والثروات البشرية العراقية تكفي لبناء العراق وعشر دول أخرى والارتقاء بها على الدول المتقدمة ..واليسير منها يكفي لغسل تعب وضيم وشقاء وتخلف العراقي وجعله بقلب يتسع لكل البشر وللأرض والسماء وتغري وتقنع إبليس لان يكون ملاكا ...
كان على أطراف الجريمة والفساد أن يدركوا أنهم في الوقت المطلوب لتهيئة الطريق لصاحب الزمان ,الأرضي,لإقامة القيامة ...و..اعرف انك قتلت واعرف كم ستقتل ..ولكن إياك إن تقترب مني ومن مصالحي وإلا فضحتك ...والأمر كله مفضوح وفي العلن وعلى الفضائيات ..إلا أن للغباء القياسي منطقه .... |