تعرضنا مرارا لدناءات مقاولين لم تكن معروفة في هذه الشريحة... فهم قد يكونون لصوصا كبارا.. غشاشين محتالين ولكن لم يهبطوا إلى الفتات وما لا شأن له حتى بنظر الشحاذين, وفي وقت صارت فيها مدخولاتهم وأرباحهم بالملايين والمليارات.. ومع ذلك عيونهم على أجور العامل وكيف يقضمون منها... وبما يعني انه وكما شغل الوظائف الأبعد عنها, دخل حقل المقاولات من هم من كناسة الشارع... يغشون ويسرقون وينهبون, دون أن يتخلصوا من أرواحهم الشحاذة وحرصهم على الدنانير البسيطة.. وبما يقدم صورة عن مصير المشاريع والأعمال والثروات.
ذكرنا حالة عن مقاول وافترضنا أن نجد من يسأل عنه ويتحرى عمله ومدى نزاهته.. ولكن وكديدن عراق اليوم لم يسأل احد... وها هو مقاول ينفذ مشروع تبليط شوارع في كركوك يساوم المهندس على راتبه... الراتب لكل الفترة الماضية مقابل توقيعه على تقرير مليء بالتزوير والغش... ولم تنفع محاولات المهندس للحصول على كامل استحقاقه رغم مرور الوقت... (واركب أعلى ما في خيلك) لا وجود لمن يحاسبه... حتى غرفة تجارة بغداد تبدو غير معنية بمثل هذه الأمور, ونتمنى, في هذا الفساد الوبائي في المقاولات, لو عرفنا عدد المقاولين الذين سحبت غرفة التجارة هوياتهم.
ولكن إذا كان المقاول يدنؤ على عشر دولارات ويعرض نفسه للمساءلة والحساب من اجلها ..ما الذي سيفعله من اجل ملايين الدولارات ؟يقال انه لا يعرض نفسه لاية مخاطر وتهديدات ,وانه آمن ومطمئن من كل الجهات ,على العكس ,فالدولارات البسيطة تؤجر القاتل وكاتمه ..ثم إن قوته وصلافته وتحدياته ,وعلنية سرقته ناجمة من شريكه الرسمي ...فمن يخيفه ويزعجه ؟؟
هل يحق إذن الشك بالثناء والإشادة بغرفة تجارة بغداد وقوة تنظيمها ودقته ؟وهل تحري أسماء وسجلات المقاولين الفاسدين وتقديمها لغرفة التجارة يعني بدء عملية تطهير وكنس لكناسة الشارع ؟ وإذا تزودت الغرفة باسم هذا المقاول وبقائمة أمثاله هل تجرؤ ان تحرك شعرة فيه ؟؟
ما عادت لإنذارات ووعود ورهانات الصحافة من معنى, فكل ما يحدث اليوم تعرضت له الصحافة ونبهت له ,وحذرت منه ,وراهنت (مفترضة الضغط والإحراج )على وقوعه ..فوقع أضعافه ..واليوم نكرر ما لا معنى له ونؤكد أن أعمال المقاولات الحالية قصيرة الصبر والنفس ولا تلبث أن تكشف عن زيفها وغشها وبطلانها ..
ويقال إن رهاننا على إعادة تأهيل فنادق القمة قد كان متفائلا ولن يلبث الغش أن يظهر قريبا ...وهذا ما سيكون في مقاولات أخرى ..ومنها مقاولات التبليط ...ولا احد يدري لماذا لا يسرق السراق الملايين والمليارات وهم الذين كانوا يجازفون بحيواتهم من اجل الفتات.. وفي ظل أمان كامل ومال سائب؟؟؟ |