1-2
نعرف جميعنا أن الأسس قد شقت بعجالة ومواضع فيها مجرد قشط أو بلا حتى قشط واكتمل البناء بسكراب الحديد وعلب الصفيح ومواد النفايات.. لا على انه غرفة لحارس المشروع العملاق..بل على انه صرح معماري.. أو على انه ناطحة سحاب.. بل.. على انه اكبر من ذلك.. انه بناء دولة التي تبنى بمئات وآلاف السنين بنيت بوقت بناء كوخ... وبناها الأمريكي مع من يرطنون بألفاظ عراقية منسية وبعضها بتمويل أمريكي.. من باب البر وعمل الخير وعلى عادة الأمريكان في محبة الشعوب... ولم يكن من العبقرية ان يراهن العراقي على تأسيس الخراب وديمومته.. وقال من قال, في سنة الاحتلال, انه سيقبل بخسارة خمس سنين أخرى على أن ينتبه العراق ويصحو الثملون بالكأس الأمريكي الذي لا يخطر بأكثر محيلات الحشاشين مع ضمانات بديمومته وحصانته تحت درع المقدس ...وستمضي السنوات وتمضي العقود والقرون والفساد يتزايد والتفكك الاجتماعي يتضاعف والتمزق النفسي يتفاقم ويسجل العراقي درجة التعاسة القياسية.. ودون أن يتوقف تسرب إيمانه.
عشر سنوات كفت اليابان لان تنفض الكثير من رماد هلاكها الذري وتتنفس هواء جديدا.. مثلما تكفي لانجاز اكبر الخطط الخمسية في البناء والإعمار.. وتكفي وتكفي.. إلا أن بناء مشوها وهياكل دولة تملأ في المضائف ودواوين الريف,, وصيغا لشغل المناصب والمواقع العسكرية تضرب عرض الحائط الجهود الأكاديمية وكل منجزات البشرية لإدارة المجتمع والدولة..
وتحت لافتة يهلل لها الأميون والجهلة ومن فتحت عليهم السماء الأمريكية أمطار المناصب والثروات وصنوف السلطات.. إن دولة من الصنف المرعب لا يمكن التفاؤل بها وانتظار الخير منها...ولتأخذ وقتا آخر لخسارة لا نظير لها في التاريخ أفضل من الخسارة المطلقة والنهائية عسى أن تتململ الضمائر تحت أكداس السلطة وجبال الثروة وتتذكر الله وتصحو.
المشكلة الأكثر خطرا أن القطاعات المتخلفة والجاهلة والمسحوقة بالسياسات الجائرة وعلى مدى التاريخ التعيس للعراق وجدت بين بعض الآتين مع الجهد الأمريكي ما يعزز جهلها وخرافتها وتشبثها بالرثاثة وصنوف الكراهية والعدوان..
وبدل أن تشحذ فيهم روح اليقظة وتستدرجهم إلى العصر وفضاءاته الرحبة والى قريته المتفاهمة.. بدل هذا أيقظت كل ما من شأنه التشتت والتمزق, وجاءوا بجدران الكونكريت قبل نصوص وثقافة الانفتاح والحوار وإثراء الحياة والدين بالفكر وابتكار صنوف من المحبة والأخلاق كشرط أول لكل حضارة.
هذا البعض, وكما لاحظ الكثيرون, لا يشكلون ثقلا هائلا لإغراق البسطاء, أو قوة مضادة لإعادتهم إلى كهوف الماضي وترهاته.. ففي ظن هذا البعض انه يرتقي بهم إلى السماء والى الجنة بعيدا عن عصر امتلأ فسادا وجورا.. على أن يبقى هو(البعض) في امتيازاته وجنته الأرضية.
لا إنقاذ ولا خلاص ولا نجدة الا بإعادة النظر بفلسفة الدولة أولا وبكل الجهاز التنفيذي من البواب إلى الوزير في حملة وطنية كبرى ينتبه إليها العالم.. للتنظيف والكنس ووضع العراق في العصر. |