تأكد الأمر عمليا وفي تجربة مريرة ..ولم تكن هناك مبالغة وخرافة وحكاية لقرقوش ...ونقصد من الرواية مخاطبة المستقبل واخباره بما جرى للعراقيين بعد الاحتلال الخارجي والداخلي ...
التكسب وتحصيل المال بمهنة (الفصول والجلسات العشائرية ..وتقاطر الشقاوات للتهديد وانتزاع الاتاوات من الضحايا) وان الاعذار والمبررات بسيطة وجاهزة ..ويمكن توفيرها باستفزاز الضحية لتكون اللكمة او الضربة او الخدش الذي يأتي بالملايين ....فالمخدوش لم يطلع من فطر الأرض,و خلفه رجال وعشيرة .....وادفع وإلا ...
يمكن ان يضيف (قطاع الطرق, والشقاوات ..ومن عرفوا بمناطقهم) يمكن ان يضيفوا لدواعي التعويض والفصل ان الضحية قد زاغت عيناه على الأخت او الزوجة المصون او الحاجة ....الخ ولا اسهل من اضافة الشرف الى النزاع ...دون ان ينتبه المنبوذون لمعنى المتاجرة وإلصاق الشرف بالأمر ...فهم بلا شرف.
ما المعنى الذي يليق بالسلطة ازاء فرض سطوة الحثالة وسيادة قرارهم على المواطن.. وعلنا وامام الجميع ؟؟؟
ما الذي يتبقى للسلطة مقابل سلطة المنبوذ الشقي على المواطن؟؟؟ سمعنا الكثير ولكن لن نستعجل ..ولا بد من التريث فربما كنا تحت تأثير ما أقنعنا ان ابتزاز المواطن بهذه الظاهرة وبهذا اللون الفاقع وهذا التحدي انما هو حقيقة ....ولذا سنسعى للقاء من يتسنى لنا لقاؤه في وزارة الداخلية ونستوضح الامر ...والأكيد ..وبعد خبرتنا, لا نتوقع ان يكون مقالنا هذا مفتاح لباب الداخلية ...اذ لا وقت للمسؤولين للقراءة ..ثم ان الصحف كثيرة ....و..و..المهم اننا سنحاول ...ونقف على التفسير والتوضيح.
المهمة فاشلة مقدما.. ولو كانت وزارة الداخلية متوفرة على الحد الادنى من المقومات لما عمل قطاع الطرق والمجاميع الرثة (والدائحة)بهذه العلنية ..وتقول للسلطة وبالعمل ,وعلى الواقع انها هزيلة ,وعدم وجودها افضل ...وانها تنتزع أموال الناس علنا وبصلافة ..ولتطلع السلطة رأسها ان استطاعت ..ذلك ان مواقع مهمة فيها دفعت التعويض والدية والإتاوة ...فما الذي سيقوله الرجال في وزارة الداخلية ؟؟انهم قادرون على الفقراء والمساكين ومثقفي اليوم؟ ام سيجدون في تساؤلاتنا عقوقا وعدم وفاء لتقاليدنا ولتراثنا العشائري ..وللماضي وقرونه الوسطى ؟؟انها تساؤلات اقل ما فيها التهور والحماقة وإسراع إلى التهلكة؟؟؟
بيد انه لا أسرع من تلاشي واختفاء الأشباح.. ولا اجبن من اللصوص والخونة والمتاجرين بالشرف للظفر بالتعويض ...ولو قدر للسلطة ان تبدي العين الحمراء وتغضب من اجل الشعب لاختفت هذه الظاهرة المهينة والمخزية فورا وفي غضون أيام, لا أسابيع ...فما الذي سنسمعه في وزارة الداخلية؟ على افتراض اننا سندعى او نجد الطريق إليها سالكا. |