مجرد المطالبة بقانون لحماية الطبيب من عدوان الهمج, مدعاة للحرج, فالمعروف والجاري في كل المجتمعات احترام وتقدير الطبيب وكل ذكي ومبدع وفعال ورمز ومعطاء وبدرجات تتناسب وثقافة ووعي وتحضر المجتمعات ... والطبيب في مجتمعنا كان محظوظا على مكانته ومنزلته الاجتماعية وعلو شأنه بين الناس.. الى ان (حلت) علينا (الديمقراطية) المفصلة بدقة حسب الغايات والمرامي, فانحط الطبيب مع عناوين اخرى وبات عرضة لتطاول وابتزاز الأميين (والمتمنطقين) بالديمقراطية وسواهم وبلغ الحال انه لا طبيب في العراق, إلا ما ندر, لا يفكر بالفرار من هذا الذي يعيشه ويعانيه من المراجع ومن بعض الإدارات ومن الإجراءات التي تدفعه للعن اليوم الذي اختار فيه أن يكون طبيبا... وباتت هذه القناعة متداولة وشائعة حتى في قاعات الدرس ومجالس بث الشكوى, يمتن الجميع للدكتور وزير الصحة لتقديمه قانون حماية الأطباء ..وهو قانون يؤشر وباء اجتماعيا وقيميا الا انه صار ضروريا ...فقد انبثق من مجتمعنا ما لم يكن معروفا ولا معقولا ...وان نظرة مسؤولة وجادة وحريصة تبين تأثير الزلزال الديمقراطي على منظومة المواقع والاعتبارات للرموز والأعلام والبناة.. وقد يُفاجأ المراقب اذ يبصر بحال عناوين وقامات عملاقة في ميادين الخلق والإبداع المختلفة ...فلا غرابة ان يعامل الطبيب بهمجية من الاطراف المختلفة ..وبما ارغمه على التفكير بالفرار والهزيمة ..فكان سيد المستشفيات في دول الخليج والمنطقة وبلدان اوربا ..بدل هذا الإذلال والخوف والتعامل المخجل والمهين ...وحصل ,بالمقابل ,ان تناقص الاطباء في العراق وباتت المستشفيات تبكي عليه ,ليعوض باطباء غير عراقيين ..فهل حدث هذا في بلد آخر ؟؟؟؟ الاكيد ان المشكلة اعمق واخطر من تعامل همجي مع الطبيب, ومع كل البناة والكبار والموهوبين...ومن اعراض العلة انه يصعب حتى تسمية السبب وتشخيص الحالة ..وبما يعني انتظار اخلاء البلد من مبدعيه وعقوله ويجفف منهم ..ولا يبدو ان القيمين وولاة الأمر قد لاحتهم ومستهم الريح من الحرائق المستعرة.. فهم غائبون في (المحاصصة) ومشغولون بأطول خلافات مزمنة.. في حين تتسرب العقول الفذة الى الخارج مع العملة الصعبة, مع الثروات, مع المعاني ...وليس امامنا ..بخصوص الاطباء ,سوى السيد وزير الصحة نستحثه وندعمه لتطبيق قانون حماية الاطباء ...وما اذا كان له رأي؟ |