سنتوصل إلى الزبدة: أمريكا هي التي أرادت لنا هذا, وأوصلتنا له ...وما كان الشيطان ليتصور أن في العراق كل هذا العدد من عديمي الإحساس والكرامة والشرف من ممتهني الوسيلة القذرة, وابتزاز الناس تحت لافتة التعويض والفصل وجلسات المفاوضات حول صفعة هذا لذاك وإحالتها الى قضية ..يلزمها ايصال التهديد وتقاطر الوجوه الشريرة العطشى للعدوان والشر والدم... إلى أن صارت أحاديث متداولة وروتينية... وفرصة للتندر على الحكومة الغائبة, وهيمنة (الشقاوات).. وليت الأمر أمر شقاوات...فقد كان ذاك المدعو (للمشية) والالتحاق بالجمع المفاوض والوقوف على طلبات وأحكام (قطاع الطرق).. كان هذا المدعو مع الجمع محرجا ومثل (بلاع الموس) فإن قال انه يعرف خالة (الشقي) وأي نوع من المومسات هي فانه مذبوح, وان امتنع عن الالتحاق بالجمع المفاوض قد يتحول الى خصم للاشقياء (وانت تستنكف عن مفاوضتنا)...الحل ؟؟ يسافر من محافظته الى بغداد بعذر انه يجري فحوصات مهمة......فهل هذا معقول؟
ان يقصد المواطن مركز الشرطة او المحكمة لتقديم الشكوى ..وعدم الإذعان لتهديدات كناسة الشارع يعني ركض ولهاث وربما بهذلة تقنع المرء بأن الظروف اذن مناسبة لفارضي الإتاوات وتجار الفصل العشائري ...بل إن أخبارنا, وبالصحافة ,لوزارة الداخلية, أقنعتنا بقدم عقليتنا... وان الدنيا قد تغيرت كثيرا.. وأقنعتنا ايضا ان رئيس الحكومة يعمل وحيدا... وهذا ليس إنصافا أو دفاعا عنه ...فهو مسؤول عن البواب في أقصى دائرة في ابعد قرية في العراق.
مشكلة؟ كارثة... انه مصير محسوب بالكومبيوتر الأمريكي.. وان شجبنا وإدانتنا للردة الاجتماعية ..ولتنامي وهيمنة لغة العشيرة ...ومن ثم لغة الشقاوات وأرباب المواخير إنما مثقلة بالغفلة وحسن النية... ذلك إن هذا الواقع المطلوب قد تأسس بإجراءات رسمية ومرجعيات معروفة.
نؤكد انه لا ايسر ولا اسهل من انهاء هذه الممارسة المعيبة والمهينة للدولة وللعراق في عالم القرية الكونية وعصر التواصل..وفي وقت عراقي محسوب على الاسلام تقترف فيه كل هذه الشناعات والاهانات للدولة ...وانه اذا كان بين المسؤولين من هو على القدر من التخلف والامية فيلزم عزله وإشعاره انه الذي وثب من المقبرة القديمة الى عصر يهتف فيه الانسان انه مواطن ارضي ...انه ينتمي الى البشر جميعا ...وان معناه يتوقف على قوة وصدق هذا الانتماء ..
بكلمة واحدة ...التأكيد على قيمة المواطنة ...والاحتماء بالقانون ...وتفعيل وجود السلطة وهيبة الدولة ...شرط التمرد على المنهج وأسس الاحتلال ...والاعتراف ان البداية كانت مريعة وانها التي انتهت الى ان تكون لكناسة الشارع كلمتها. |