في حكومتنا من لا يرى نفسه ولا يعرفها, ولا رآها في عيون الناس والشعوب والأمم, ولا عرف منزلته عندها ...باستثناءات محدودة طبعا ...ولم تكفه ضجة الفساد المستمرة في أرجاء الأرض وهذه المليارات التي عجزت عن إعادة التيار الكهربائي المنتظم ..ولا...ولا..فطلعوا علينا بقرار إلغاء البطاقة التموينية.. مع اعتراف بسيط بفساد جهازها... وبذا وبدل إصلاح هذا الجهاز ومحاسبته واسترداد الأموال المسروقة كان العلاج باختطاف المتبقي من لقمة الفقير البائسة... بوعد ضبط الأسعار وتنظيم السوق... وهذه ليست مزحة ...فالحكومة التي عجزت عن تنظيم وضبط من هم منها وتحت سيطرتها تعد بضبط التجار والأسواق.
وللتذكير فقط ...فان مفردات البطاقة كانت قبل الاحتلال منتظمة وكاملة ...ولكن المعارضة في وقتها روجت وأشاعت ان أمريكا قد ضمنت البطاقة اللحوم المعلبة والكيك والمشروبات الروحية مع مبلغ من الدولارات ....وكان الفقير الآن سيتفهم نقص الويسكي واللحوم التي قد تكون لخنازير ...إلا ان عهدنا الجديد (شذب مفردات أساسية ولم يبق منها ما يقيم أود الجياع وقد لا تأتي كلها) فكان الحل هو بالقضاء على الفساد بإلغائها واستبدالها بمبالغ نقدية والاعتماد على السوق الدي ستضبطه الحكومة... وبما يبعث على التشاؤم وفقدان الأمل في صحو واستدراك ومراجعة للتصرفات والإجراءات (لا الفلسفات.. فهذه بعيدة وغريبة ولا تناسب ......)
بعد ان تلقى العراقي صفعة بقاء اللصوص واستمرارهم, واستتباب هذا الفساد بات يتهكم قائلا ان الحكومة لم تقدر ولم تتمكن من محاسبة اللصوص ووضع حد لهذه الفضائح قدرت وتمكنت من الفقراء.... وان رأى بعض السياسيين والمثقفين ان التعويض النقدي مع مضاعفته يمكن أن ينظم هذه العملية ...وإذا فشلت وتفاقم فعل الفساد فيكون الخيار أكثر وضوحا أمام الناخب في الوقت القريب ...وإذا اختار لصوصه فانه يستحق ما يحل به, فهذا اختياره, واختياره لأحط اللصوص أخلاقا وضميرا.
الأكيد ان قرار إلغاء البطاقة سيلغى ...ونتمنى أن يكون بأقل الخسائر..انما الذي سيريح ويفرح العراقيين والفقراء في مقدمتهم أن يعلن عمن سرق لقمة أطفالهم وهو يصلي ويداوم على أداء الطقوس ...ولا يهم أن كان اللص يسرق لنفسه او لغيره ...ان كان عينا لا تمتلئ, ام كان فدائيا وواجهة ومكلفا ...فهو لص ولص رغيف الخبز ...وإذا حصل هذا سيضع العراق قدمه في الطريق الفاضل والسليم وسيمحو بهذه الشجاعة حتى عواقب تلك الثروات المسروقة التي تكفي لإثراء بشرية...
ولكن ..أية عبقرية لم تحسب للقرار حساباته ...ووفرت الفرصة لتسييسه (من العقول الستراتيجية) وحملة الشهادات المزورة ؟؟؟؟
|