ما أن يصاب المرء بمرض حتى تنشط حواسه وتتقد في التقاط أخبار هذا المرض.. ويظن انه وباء... فالكثيرات أصبن بمرض تكلس البويضة ويتهددهن العقم... والسرطان يغزو الناس وتحول إلى وباء ... وكذا التدرن وأمراض الجلد والحساسية والكلى...
ومن يقدر له مراجعة المستشفى الرئيس في العراق المتخصص بأمراض العيون والمسمى باسم بن الهيثم في بغداد يحسب أن العراق مهدد بالعمى... فالإنسان يميل إلى تعميم حالته وما يشعر به...
إلا أن ما يجري في العراق حالة موضوعية ..
وقائمة فعلا... وأكدتها المنظمات الدولية من انتشار الأمراض الخطيرة جراء استخدام اليورانيوم المنضب في الحروب, ونتيجة تلوث البيئة وانعدام الخدمات والقلق النفسي ..يضاف لها ويكملها تسيب المؤسسات الصحية وفساد العاملين بها...
وسوء بعض الأطباء مع سوء تعامل بعض الإدارات وبعض المراجعين ... فالأسباب تتضافر لخلق ظاهرة فاضحة كالتي نعيشها ... وسنبقى على مثالنا الذي كنا تناولناه من قبل أمراض العيون, ومستشفى بن الهيثم... ومشهد حشود المراجعين من مختلف المحافظات بعصيهم يتلمسون ويتحسسون خطواتهم مع مساعديهم يقودونهم إلى أماكن المراجعة والفحص ..
مع شباب وسيم يثير أسف وغضب وحزن جدران المستشفى ولكنه لا يثير شعرة في ضمير وإحساس من شأنه ان يزيد عدد الاطباء.. فرغم ان هناك اكثر من عشرين طبيب اختصاص إلا أن حشود ذلك السبت تتوجه إلى الدكتور زيد رجب اختصاصي الشبكية .. .وان من بين الثماني غرف الفحص لا تفتح أكثر من باب او بعض الأبواب...
فالبقية في مشاغلهم وأعمالهم الخاصة, ربما في هذه المستشفى الاهلية او تلك وإجراء العمليات بورق الدولار مع تنسيق من نوع ما ...ومن يعترض تنتظره تهمة, ولتكن مضحكة وغير معقولة.
لو كانت هناك وزارة للصحة تتابع وتتفقد وتسأل لطلبنا إليها إجراء زيارات واستطلاعات واستفتاءات بعمل مستشفى بن الهيثم...وحالها ومقارنته بدول اعتدنا شتم المسؤولين لها, وهي تبعث الفرق الطبية إلى فقراء المسلمين في الدول الاخرى تهدي لعميانها النور, تعالج امراض عيونهم وتجري العمليات الجراحية لهم وتعيد إليهم نظرهم وتفرحهم وتفرح معهم بعودة النور ...
وكان لمستشفى بن الهيثم لو كانت هناك وزارة ومسؤولون يتحسسون معاناة مواطنيهم لكانت مركزا كافيا لعلاج هذه الآلاف التي تسافر الى الهند وايران والدول الاخرى, والى المستشفيات الخاصة في كردستان وبغداد، بل وتفتح بابا للخير لمعالجة الفقراء من العالم وتكسب ثوابا وترسم صورة لما يفعله الإسلام عندما يتقدم المسلمون إلى السلطة.
تعرضنا بالإيجاب لوزارة الصحة بقصد حثها وتشجيعها, فتأكد لنا أنها في غياب وبعيدة والسيد وزيرها وفي وبالغ التعلق بمسقط رأسه وبكرديته.. وكنا نأمل بزياراته المستمرة لكردستان أن يتساءل عن معنى هذه الحشود التي تقصد الإقليم وكذا التي تقصد دول العالم للعلاج؟؟؟
لتبقى مستشفى بن الهيثم عينة اختبار وأداة تنبيه والتأكد من وجود وزارة من عدمه ...وان نعلن عما سيحدث. |