كيف ينظر هذا الوزير الى نفسه؟؟ هل يزعم انه يتوفر على كبرياء وكرامة؟ إذا كانت وزارته بلا عمل جدي, بلا فعل حقيقي ..بلا تنفيذ لما هو منتظر منها.. كيف ينظر الى صورته في الكرسي ...الى كيانه في المنصب ؟؟
لطالما ادعى العربي بكرامته واعتزازه بها.. بل ساوى بين وجوده وبين كرامته, وملأ الآفاق بمعنى كرامته وكرمه و كبريائه... الا ان من نسمع أخبار استقالاتهم من مناصبهم ومواقعهم تأتي ,في الغالب , من الأوربيين ..من الغرب ...من غير العرب... وحالما تلحقهم تهمة التلكؤ والتقصير في إعمالهم ومسؤولياتهم, ذودا عن كرامتهم وكبريائهم... ولا يطيقون ان يروا أنفسهم مقصرين بعيون مواطنيهم وناسهم ...وبذا يعبرون باستقالتهم عن اعتزازهم بذواتهم وكرامتهم, ثم باحترامهم للمجتمع ...وعن أسفهم لما سببوه من أذى من تلك الوظيفة العامة ...وهذا ما يندر حصوله في مجتمعات (التهريج بالكرامة)...
الوزير في وزارة مشلولة وعاجزة عن تحقيق ما ينتظره المواطن منها ولا يعتذر ولا يستقيل لا يشهد على نفسه على خلوه من الكرامة فقط ..بل ,وعلى جبنه ودناءته ..وعلى دبقه بامتيازات منصبه.. وعلى عدم اكتراثه بمصائر مواطنيه ..وباستهانته بنباهتهم وانتباههم لعوقه ولتبعيته وبكونه دمية ... ومن المؤسف ان العراق ,وهو يسجل اكبر فضائح الفساد الإداري والمالي والأخلاقي لم يسجل اعتذارات واستقالات ملحوظة ...وبدا ان ابطال هذا الفساد من الأشباح التي قد تأخذ اسماء ...وبذا يكون البعثيون هم من يقف وراء الصفقات والاستيرادات الفاسدة والمشاريع المغشوشة ...وهجرة العقول والكفاءات ...وان الاجندات الخارجية هي التي ضخت الى الشارع كل هذه الحشود من المتسولين والمجرمين والقتلة ..ونشرت هذه الامراض والاوجاع ....وحولت ارض السواد الى ارض البياض الملحي ...وارغمت ,اخيرا العراقيين الهاربين من الجحيم السوري للعودة الى ذاك الجحيم الاهون ...
هذا الوزير لا يعبأ بكل الرأي العام..وليشتمه العراق كله ..فذاك لا يعنيه ...ولا يمس شعرة في دواخله ..فهو بلا كبرياء ليتأثر ..وبلا احترام وود للناس لكي يشعر بالحياء ...وانه سادر في نعيمه يحلق معه ..ربما لينجز شرطا من اشراط الساعة حيث الاسعد بين الناس هو(اللكع بن اللكع) اي من كان نكرة وبلا نفع لأحد...
يتحججون للبقاء بمناصبهم دمى ...فضخامة الامتيازات ونعيم المنصب تمحو وتجتث كل ما يلحقه ..وقد يهزأ ويسخر ويدعو (السذج) للتخمة بكرامتهم ,اما هو فله دنيا اخرى لو شموا رائحتها عن بعد كيلومترات لوضعوا كراماتهم بأقدامهم عسى ان تعجل وصولهم اليها ...
هل بين العرب من استهلك عواطفه ووطنيته وكبريائه بالكلام ولم يبق للفعل شيئا؟؟
بيد ان الوزير يخضع لقوانين ونظم ومناهج الدولة, وليس فقط لضميره واخلاقه...وان اتساع هذه الظاهرة لا يعني ولا يشير فقط لخلل بنيوي في الدولة ,بل وفي المجتمع...وربما لاداء مسرحية في اللامعقول ....بطلها ضمير ضامر. |