|
ما زال بين العراقيين من يواصل ايهام نفسه بوجود حكومة وسلطة ومسؤولين يسهرون على مصالح الناس ,ويسمعون شكواهم ويكابدون لاجل حلها ...وهؤلاء يحملون شكواهم لاجل حل مشكلة سكنهم ...فقد حصل العسكريون قبل الاحتلال على قطع ارض سكنية ..الا ان بعضهم ممن حصلوا على الارض في بغداد من غير المسجلين فيها عام 1957 لم يتمكنوا من اتمام معاملة تملكها في دائرة التسجيل العقاري ...وظلت اراضيهم معلقة الى ان ترأس الدكتور اياد علاوي الحكومة واصدر امرا بجواز تسجيلها... واجريت المعاملات الاصولية, وباع من باع وبنى من بنى.. إلا أن أمرا آخر صدر عام2006 بالتريث بتسجيل الارض في دائرة العقاري.. كما لو صدر لانجاز معاملات معينة, حتى اذا انجزت اوقف العمل بها.. والناس تتساءل لماذا هذا التريث... ولماذا العمل بتعليمات وقرارات وقوانين منافية لحق وحرية المواطن؟ ثم.. ما ذنب العراقي ان اشترى وباع ليُفاجأ بتعليمات وقرارات أخرى؟ اما كان الاجدر تنبيه المواطن واعلامه بوقت مناسب لكي لا يتورط ولا يتضرر؟ لقد اشترى الكثيرون مثل هذه الارض.. وباغتهم قرار التريث.. والتريث قد طال أمده.. أما من انتباهة والتفاتة واستذكار لمعاناة المواطن ؟؟
المتضررون من قرار التريث بتسجيل تلك الأراضي السكنية يأملون ان تجد شكواهم اذنا صاغية والغاء قرار التريث... ومثلهم مجموعة تشكو من مشهد الحواسم واللصوص يستفزونهم ويهينونهم بممارسات رخيصة ووقحة... ومنها ذاك الاستغلال الصفيق لأمانة بغداد ..حيث يستولون على املاك في قلب بغداد متنكرين بعنوان الأمانة.. ومنها ان مقاول تنظيف قد عمد لبناء مكان لأحد عماله خلف دار الحرية في الباب المعظم.. ملتحقا بعدد ممن استولى على المساحات من تلك المنطقة... وبعضها بتواطؤ مع هذه الجهة او تلك ...ولذلك استغربنا وسخرنا من القرار بازالة التجاوزات عن أملاك الدولة.. وكذلك رفع الجدران الكونكريتية من الشوارع والمدن.. لقناعتنا بعدم وجود من ينتبه ومن يتابع ومن يعالج ...وبالفعل ...فقد كان التجاوز الجديد من المقاول قد حدث بعد القرار المذكور وبعد تعرض الصحافة للامر. المسألة في قرار التريث بتسجيل الأراضي, وفي استمرار التجاوزات على املاك الدولة, وبقاء وسائل التشطير وجدرانه الكونكريتية انما لغياب الكفاءة في اجهزة الدولة ...وخير دليل على الغشامة ان هذا النموذج بالغ الرضى عن نفسه وينتظر ان يلهج الناس بشكره والثناء على انجازاته العظيمة.. فهو لا يرى ما ألحقه من ضرر وخراب في محيط عمله.
العجيب أن بين المواطنين.. ورغم هول ما يحدث من نهب حثيث للأموال والثروات.. من يواصل إيهام نفسه بوجود من يسمع شكواه ويسعى لمعالجتها.. وان حسني النية هؤلاء سيتأكدون عمليا أن الآذان, هذه المرة هي المغلقة. |