العدد 872 - 0014-12-25
  من نحن ؟ اتصل بنا الصفحة الرئيسية
الاخ العبادي.. هل سمعت بمنطقة الحسينية؟!    لجنة التحقيق: البيشمركة وسياسيون وقادة وراء سقوط الموصل    خيانة عظمى.. تأجيل التعويضات الكويتية «سنة» مقابل خنق ميناء الفاو    اليوم.. العبادي في تركيا لبحث ملفي مكافحة الإرهاب والنفط    معصوم ينتظر «الـوقـت الـمـنـاسـب» لزيارة إيران    محافظ الديوانية: مدينتنا متواضعة بالاقتصاد ومتقدمة بالأمن    التربية: لا وجود لدرجات وظيفية بسبب «التقشف»    المرجعيـة تـدعـو لإيجـاد سبـل لمحـاربـة «الـفـتـن» وتـحـذر: الـعـراق مـهـدد    الجبوري يستقبل رئيس وأعضاء مجلس مفوضية الانتخابات    المباني تنفذ مشاريع بأكثر من ترليون دينار في قطاعي المباني والخدمات    زيادة رواتب الحماية الاجتماعية العام المقبل    «الفرقة الذهبية» تصول على «داعش» في حدود الموصل ومقاتلوها على مشارف «الكسك»    «داعش» يستهدف «البغدادي» بــ «الكلور».. ووزير الدفاع يتوعد: سنسترد الأراضي المغتصبة    المسيحيون يلغون احتفالاتهم تضامنا مع الشهداء والنازحين.. والعبادي: انتم أصلاء    المستقبل العراقي .. تكشف اسباب عدم تسليم العراق طائرات الـ «F-16»    «داعش» يسقط طائرة حربية اردنية ويأسر قائدها في الرقة    انقرة متورطة.. جنود أتراك يتحدثون مع مقاتلين «داعشيين»    تسلق واسترخاء في جبال اليابان المقدسة    الأسـواق .. حكمـة الحشـود تزيح جنـون الغـوغـاء    الإنــتـاجـيـة تـحـدد آفـاق بـريـطـانـيـا الاقـتـصـاديــة    
 

إحصائيات الموقع
الزوار المتواجدون حالياً : {VISNOW}
عدد زيارات للموقع : {MOREVIIS}


حالة الطقس
غير متوفر الطقس حاليا

البحث
البحث داخل الأخبار

الأرشيف


مقالات

إستفتاء

كيف ترى مستقبل العملية السياسية في العراق






الحداد على عماتنا النخلات
كتبت بتاريخ : 2011-08-10
كانت السفينة الإماراتية (بيرل أوف دبي) منشغلة برحلاتها المكوكية، التي كانت تقطعها بين موانئ الإمارات وميناء أم قصر مجيئا وذهابا، بمعدل رحلة واحدة كل أسبوع، وشهد العقد الأخير من القرن الماضي حملة مسعورة لتسفير وترحيل عماتنا النخلات، وتهجيرهن عبر المنافذ البحرية من دون جواز سفر، وكنت أشاهدهن وقد نَشَرْنَ سعفاتهن خارج المياه الإقليمية العراقية كأنهن عذارى يَلْطِمْنَ خدُودَهُنَّ من حرقة الفراق. أعداد هائلة من أجود أصناف النخيل المجتث من بساتين العراق غادرتنا نحو الإمارات عن طريق البحر. هكذا فرطنا بعماتنا اللواتي أوصانا بهن سيد الكائنات، وأمرنا بإكرامهن. إذ قال (صلى الله عليه وسلم): ((أكرموا عمتكم النخلة)).  فإنها خُلقت من فضلة طينة أبيكم آدم،  وليس من الشجر شجرة تلقح غيرها، وليس من الشجر شجرة أكرم على اللَّه من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران، فأطعموا نساءكم الوُلَّد الرُّطب، فإن لم يكن الرطب فالتمر)). .  فالنخلة هي الشجرة المباركة في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وهي الشجرة المحببة إلى النفوس في العراق والوطن العربي كله، فعندما تذكر النخلة يذكر الخير كله. حتى قيل بيت بلا تمر فيه: (بيت بلا طعام).  وبلد بلا نخل، (بلد بلا خير)، والنخلة سيدة الشجر، وقد ضربها الله مثلاً لقوله (لا إله إلا الله ). فقال تبارك وتعالى : (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة)، وهي قول (لا إله إلا الله)، (كشجرة طيبة)، وهي النخلة، فكان قول (لا إله إلا الله ) سيد الكلام، كذلك النخلة سيدة الشجر، وهي أيضا أعرق رموز حضارة وادي الرافدين، وأكثرها شهرة وقدسية، وللعلامة الراحل مصطفى جواد قصيدة طريفة في نخيل العراق. نذكر منها هذه الأبيات: شربنا ماء دجلة خير ماء وزرنا أشرف الشجر النخيلا وفي عماتنا النخلات خير عميم كان للقربى دليلا وكم كان الدكتور تيسير الآلوسي محقا عندما قال: إنَّ التفكير بعراق من دون نفط، ممكن ولو في أبعد مدى، لاحتمال نفاد هذه الثروة. لكن التفكير بعراق من دون شجرته التقليدية (النخلة) يعد من الأمور المستحيلة.  فهو أمر مستحيل. وهو الذي ظل يحتفظ بأولوية عالمية في استنباتها، وأسبقية اهتمام بزراعتها توفيرا لمصدر غذائي مهم، ومصدر ثروة وطنية أساسية بعد البترول طوال عقود عديدة.  أما دولة الإمارات، التي كنا نصدر إليها النخيل، والتي كانت قبل سنوات معدودات صحراء قاحلة تسف بها الذاريات، وتحاصرها المياه البحرية الشديدة الملوحة، وتخنقها رطوبة المحيط الهندي، فقد تحولت بجهود أبنائها إلى واحات غنّاء، وكان رجالها أكثر منا برا وإحسانا بعماتهم النخلات، فكرمتهم موسوعة غينس العالمية بأفضل تكريم، فمنحت دولة الإمارات شهادة علمية. لكوننا الدولة الأولى في العالم من حيث زراعة النخيل، التي بلغت أعدادها عندهم أكثر من  40 مليونا و700 ألف نخلة، فهنيئا لهم بهذا الفوز العظيم، وبارك الله بجهودهم المثمرة.  أما نحن الذين كنا نتصدر طليعة أقطار الشرق والغرب بثلاثة وثلاثين مليون نخلة، في ستينيات القرن الماضي. فلم يتبق لدينا الآن سوى 14 مليون نخلة عجفاء، فقد دمرت بساتيننا الحروب المتلاحقة، وما رافقها من حصار اقتصادي شامل، وما تلاها من صراعات ونزاعات محلية كارثية.  ولم يتبق في البصرة سوى ثلاثة ملايين نخلة هزيلة، ضعيفة الإنتاج، فمتى نحسن علاقتنا بعماتنا وخالاتنا وبقية أهلنا؟؟، ومتى نهتم بزيادة البحث العلمي في هذا الاتجاه؟، ومتى نستخدم الأساليب التقنية الحديثة في مجالات زراعة وري وجني وإكثار النخيل؟؟،  ومتى نتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية التي تعنى بتنمية النخيل وتطويره؟؟، ومتى نضع السياسة التي تعنى بالحفاظ على النخلة ؟؟،  ومتى نسعى لتطوير سبل الاستفادة منها كمورد اقتصادي مهم ؟؟، ومتى نكف عن التساؤل بمتى وأخواتها؟؟، وهل سيأتي اليوم الذي سنعلن فيه الحداد على أرواح عماتنا النخلات ؟؟. على مائدة الإفطار، في هذا الشهر الكريم، وفي أوقات الإفطار تجتمع أسرتنا الصغيرة على المائدة الزاخرة بخيرات الله الواسعة، فنبدأ بالتمر اللذيذ من طبق نجدي سخي، وصلنا قبيل رمضان من المنطقة الشرقية، فنقرأ الفاتحة على روح الشيخ عبد الله الذكير (رحمه الله).


  اتصل بنا روابط سريعة
 
برمجة و تصميم eSite - 2013
للإتصال بنا عن طريق البريد الإلكتروني : info@almustakbalpaper.net
الرئــــــــيسية سياسي
محلي عربي دولي
اقتصادي ملفات
تحقيقات اسبوعية
فنون ثقافية
رياضة الأخيرة