العدد 872 - 0014-12-25
  من نحن ؟ اتصل بنا الصفحة الرئيسية
الاخ العبادي.. هل سمعت بمنطقة الحسينية؟!    لجنة التحقيق: البيشمركة وسياسيون وقادة وراء سقوط الموصل    خيانة عظمى.. تأجيل التعويضات الكويتية «سنة» مقابل خنق ميناء الفاو    اليوم.. العبادي في تركيا لبحث ملفي مكافحة الإرهاب والنفط    معصوم ينتظر «الـوقـت الـمـنـاسـب» لزيارة إيران    محافظ الديوانية: مدينتنا متواضعة بالاقتصاد ومتقدمة بالأمن    التربية: لا وجود لدرجات وظيفية بسبب «التقشف»    المرجعيـة تـدعـو لإيجـاد سبـل لمحـاربـة «الـفـتـن» وتـحـذر: الـعـراق مـهـدد    الجبوري يستقبل رئيس وأعضاء مجلس مفوضية الانتخابات    المباني تنفذ مشاريع بأكثر من ترليون دينار في قطاعي المباني والخدمات    زيادة رواتب الحماية الاجتماعية العام المقبل    «الفرقة الذهبية» تصول على «داعش» في حدود الموصل ومقاتلوها على مشارف «الكسك»    «داعش» يستهدف «البغدادي» بــ «الكلور».. ووزير الدفاع يتوعد: سنسترد الأراضي المغتصبة    المسيحيون يلغون احتفالاتهم تضامنا مع الشهداء والنازحين.. والعبادي: انتم أصلاء    المستقبل العراقي .. تكشف اسباب عدم تسليم العراق طائرات الـ «F-16»    «داعش» يسقط طائرة حربية اردنية ويأسر قائدها في الرقة    انقرة متورطة.. جنود أتراك يتحدثون مع مقاتلين «داعشيين»    تسلق واسترخاء في جبال اليابان المقدسة    الأسـواق .. حكمـة الحشـود تزيح جنـون الغـوغـاء    الإنــتـاجـيـة تـحـدد آفـاق بـريـطـانـيـا الاقـتـصـاديــة    
 

إحصائيات الموقع
الزوار المتواجدون حالياً : {VISNOW}
عدد زيارات للموقع : {MOREVIIS}


حالة الطقس
غير متوفر الطقس حاليا

البحث
البحث داخل الأخبار

الأرشيف


مقالات

إستفتاء

كيف ترى مستقبل العملية السياسية في العراق






القنصل البريطاني !
كتبت بتاريخ : 2012-10-06
الكاتب : حسن العاني
ثمة حكاية لم تغادر ذاكرتي منذ زمن بعيد، لا ادري إن كنتُ سمعتها أو قرأتها، ويبدو أن ما تضمنته من دلالة موجعة، هي التي جعلتها ترسخ في الذاكرة ولا تبرحها، وملخص الحكاية يفيد بأن القنصل البريطاني (أو من كان يمثل بريطانيا العظمى في إحدى المحافظات العراقية، ربما في عشرينات أو ثلاثينات القرن الماضي)، استيقظ مبكرا على عادته اليومية، لكي يمارس رياضته الصباحية في حديقة منزله.. وقد لاحظ من نافذة غرفته، أن أعدادا كبيرة من سكان المدينة تتوجه إلى مكان لم يستطع أن يتبيّن موقعه، وهو أمر غير مسبوق لفت انتباه الرجل وأثار استغرابه وفضوله.. وقبل ذلك أثار اهتمامه بحكم المسؤولية الوظيفية والمهمة السياسية اللتين يضطلع بهما ولذلك استغنى عن رياضته الصباحية.. وسارع إلى تغيير ملابسه، وغادر منزله إلى مقر عمله، وهناك استفسر عن حارس القنصلية -وهو من ابناء المدينة- عن أسباب تلك الحركة الجماهيرية التي لم يعهدها من قبل، وما إذا كانت الناس تبيّت أمراً قد لا تحمد عقباه! ابتسم الحارس في سره ثم أوضح له أن الناس ستجتمع في مكان واسع مفتوح لتؤدي الصلاة، ودهش الرجل الأجنبي، وهو الذي مضى على وجوده أكثر من ثلاث سنوات، وليس بين معلوماته صلاة تجتمع الناس إليها، إلا في الأعياد وأيام الجمع، وأوضح له الحارس من جديد، أن هذه الصلاة تقام لغرض معين هو الاستسقاء، اشد غرابة على معلومات القنصل، وقد تولى الحارس شرحها بالتفصيل، وكيف يؤدي المسلمون نوعا خاصا من الصلاة في حالة تعرض بلدانهم إلى الجدب، حيث ينحبس المطر ولا تجد الناس ماء لها، وعاشيتها وزرعها!!  استرخى البريطاني على مقعده، وقد اطمأن إلى نوايا الناس السليمة، وتأمل الفكرة جيدا، وحيث لم يجد أحدا يحاوره في ذلك الوقت المبكر، فقد توجه بالحديث إلى الحارس، وهو رجل أمي بسيط، لا يعرف شيئا عن أمور الدين والدنيا الا على قدر حاله، وقال له : أنا اعتقد ان فكرة الاستسقاء جميلة، ولكن الإسلام بحكمته العظيمة شرعها لسكان، الصحراء والبادية، لان السماء إذا توقفت عن المطر، أمحلت الارض فلا زرع ولا عشب، وبالتالي يهلك الإنسان والحيوان جوعا وعطشا، ولكن لماذا يتوسل العراقيون إلى الخالق سبحانه وتعالى كي ينزل المطر عليهم، وقد تكرم عليهم بنهرين عظيمين، فماذا يريدون أكثر من هذا؟! وفيما كان الحارس يهز رأسه وهو لا يفقه شيئا، واصل القنصل كلامه، وهو منفعل: أتمنى أن لا يستجيب الرب لدعائهم، لان الحكومة العراقية لو كانت تفهم مسؤوليتها، وتدرك أهمية دجلة والفرات، لأقامت مئات السدود والمشاريع الإروائية، وأصبحت من أفضل دول العالم في ميدان الزراعة وتربية المواشي، ولما ذهبت تستسقي وكان أرضها من غير انهار، أنا خائف على مستقبل البلاد إذا ظلت الحكومة عاطلة عن العمل، ولا تحرك ساكنا، وتريد من الخالق ان يسقيها ويطعمها ويكسوها!! وامسك بكتف الحارس وهزها هزا عنيفا، وخاطبة بلهجة منفعلة (اسمع يا رجل.. ان الله يساعد من يساعد نفسه) ثم غادر البناية غاضبا، والحارس مثل الأطرش في الزفة، لم يفهم حرفا واحدا مما قاله القنصل، ولكن المشكلة أننا لم نستوعب الدرس، ولم نفهم كذلك ما قاله هذا البريطاني، حتى بعد مرور ثمانين سنة... وما زلنا نستسقي ونشحذ الماء من تركيا وإيران وسوريا!! 


  اتصل بنا روابط سريعة
 
برمجة و تصميم eSite - 2013
للإتصال بنا عن طريق البريد الإلكتروني : info@almustakbalpaper.net
الرئــــــــيسية سياسي
محلي عربي دولي
اقتصادي ملفات
تحقيقات اسبوعية
فنون ثقافية
رياضة الأخيرة