العدد 872 - 0014-12-25
  من نحن ؟ اتصل بنا الصفحة الرئيسية
الاخ العبادي.. هل سمعت بمنطقة الحسينية؟!    لجنة التحقيق: البيشمركة وسياسيون وقادة وراء سقوط الموصل    خيانة عظمى.. تأجيل التعويضات الكويتية «سنة» مقابل خنق ميناء الفاو    اليوم.. العبادي في تركيا لبحث ملفي مكافحة الإرهاب والنفط    معصوم ينتظر «الـوقـت الـمـنـاسـب» لزيارة إيران    محافظ الديوانية: مدينتنا متواضعة بالاقتصاد ومتقدمة بالأمن    التربية: لا وجود لدرجات وظيفية بسبب «التقشف»    المرجعيـة تـدعـو لإيجـاد سبـل لمحـاربـة «الـفـتـن» وتـحـذر: الـعـراق مـهـدد    الجبوري يستقبل رئيس وأعضاء مجلس مفوضية الانتخابات    المباني تنفذ مشاريع بأكثر من ترليون دينار في قطاعي المباني والخدمات    زيادة رواتب الحماية الاجتماعية العام المقبل    «الفرقة الذهبية» تصول على «داعش» في حدود الموصل ومقاتلوها على مشارف «الكسك»    «داعش» يستهدف «البغدادي» بــ «الكلور».. ووزير الدفاع يتوعد: سنسترد الأراضي المغتصبة    المسيحيون يلغون احتفالاتهم تضامنا مع الشهداء والنازحين.. والعبادي: انتم أصلاء    المستقبل العراقي .. تكشف اسباب عدم تسليم العراق طائرات الـ «F-16»    «داعش» يسقط طائرة حربية اردنية ويأسر قائدها في الرقة    انقرة متورطة.. جنود أتراك يتحدثون مع مقاتلين «داعشيين»    تسلق واسترخاء في جبال اليابان المقدسة    الأسـواق .. حكمـة الحشـود تزيح جنـون الغـوغـاء    الإنــتـاجـيـة تـحـدد آفـاق بـريـطـانـيـا الاقـتـصـاديــة    
 

إحصائيات الموقع
الزوار المتواجدون حالياً : {VISNOW}
عدد زيارات للموقع : {MOREVIIS}


حالة الطقس
غير متوفر الطقس حاليا

البحث
البحث داخل الأخبار

الأرشيف


مقالات

إستفتاء

كيف ترى مستقبل العملية السياسية في العراق






دجاجات طائفية مستوردة
كتبت بتاريخ : 2011-09-26
حتى الطيور الداجنة في العراق لم تستطع الإفلات بريشها من التصنيفات الطائفية, خصوصا بعد أن شملتها التقسيمات المقيتة المستمدة من ثقافة المحاصصة المذهبية, خصوصا بعد تدخل بعض المؤسسات الدينية في تجارة اللحوم المستوردة, فأقحمت نفسها في مشاريع تدجين المواطن العراقي, وتلاعبت بعواطفه, واستغلت انتماءاته الطائفية في الترويج لأصناف محددة من الدجاج البرازيلي والتركي والسعودي والإيراني, وأوصت الناس بتناول منتجات معينة, وضعها الفقهاء تحت مسميات مشحونة بالإيماءات الرمزية والإيحاءات الدينية المستوحاة من القاموس الفقهي, مثل دجاج (الفقيه), ودجاج (الصفاء), ودجاج (الكفيل), ودجاج (المُراد), ودجاج (الهدى), ودجاج (الحسنات), ودجاج (النور), ودجاج (الأمير), ودجاج (الوكيل), ودجاج (البركة), وتكفل بعض رجال الدين بتوفير الدعم المطلق لأصناف معينة من الدجاج على حساب الماركات التجارية الأخرى, ولست هنا بصدد التعريض بالمؤسسات التي وفرت الغطاء التجاري لتسويق هذه المنتجات, ولا بصدد تحديد العائدية الطائفية لكل صنف من أصناف الدجاج, بقدر ما أريد التحدث عن هذه الظاهرة بشكل عام, ومعرفة ما تركته من جدل عنيف في الأوساط الشعبية العراقية والعربية والعالمية, فأثارت عدة تساؤلات منها: ما مشروعية هذا الدجاح ؟, وهل يجري ذبحه فعلا بالطرق الشرعية الأصولية النافذة ؟. وهل يذبح في معامل عراقية ؟, وتحت إشراف مفارز رقابية مبعوثة من المؤسسات الدينية ؟. وهل يُنفذ هذا الإشراف بوجود كادر بيطري ميداني متخصص في هذا المجال ؟. وقد يحتدم الجدل أحيانا فيثير تساؤلات أخرى منها: هل صارت مهمة الهيئات الدينية في العراق منصبة على رعاية مشاريع الدجاج واللحوم الحمراء والبيضاء ؟, ولا يشغلها من هموم الناس ومصائبهم الكارثية سوى إطلاق الفتاوى والبيانات والتصريحات الداعية إلى تشجيع صنف واحد بعينه, وتفضيله على الأصناف الأخرى المدعومة أيضا من المؤسسات الدينية المناوئة للطرف الآخر في ساحة الصراع التجاري الطائفي ؟. وهل أصبح العراقيون ضحايا للثراء الفاحش الذي تسعى لتحقيقه الجهات المتنفذة باسم الحلال والحرام ؟, وهل انتهت مشاكل العراق, المذبوح من الوريد إلى الوريد, إلى المستوى الذي تفرغت فيه الهيئات الدينية العليا لتشغل نفسها بالنواحي التسويقية للدجاج المذبوح بتقنيات الليزر ؟.  قد يظن القارئ أن هذه الظاهرة مستشرية في العراق وحده, وان العراقيين هم أول من اكتشفوها, وأول من وظفوها في الدعاية التجاري الدينية, ووضعوها في خدمة الدجاج المجمد, والحقيقة أنها ظاهرة عالمية معروفة, انطلقت أول مرة من ولاية تكساس الأمريكية قبل أكثر من نصف قرن, حيث تبنت كنيسة (جورج دبليو) عام  1952 تنفيذ مشروعها التجاري الخاص بتوفير الدعم المالي لنشاطاتها الاجتماعية, وذلك من خلال الترويج لصنف خاص من الدجاج المجمد, أطلقت عليه (دجاج الكنيسة), وهو الدجاج الأوسع انتشارا حتى يومنا هذا في عموم أقطار الأرض, ونجحت الشركة المنتجة مؤخرا في توقيع اتفاقية مع شركة كويتية لإنشاء ستين مطعما في الكويت والبحرين وعمان والسعودية وقطر والإمارات, بيد أن الشركة الأمريكية آثرت تغيير ماركة دجاجها من (دجاج الكنيسة) إلى (دجاج تكساس) منعا للإحراج, الذي قد يتفجر من حساسية الظروف العقائدية لدول المنطقة, وفي أول ردة فعل لهذا المشروع الستيني, طالبت بعض المؤسسات الدينية والتجارية في دول مجلس التعاون بضرورة الإسراع بتطبيق التجربة العراقية, وحث الجمعيات الخيريّة الإسلامية لإطلاق أصناف خليجية من الدجاج المجمد تحت مسميات جديدة مستنبطة من القاموس الفقهي. ثم حذت الكثير من المؤسسات الدينية العربية حذو بعضها في الترويج لمنتجات غذائية مشكوك في صلاحيتها وشرعيتها. على أية حال يبدو أننا تورطنا من حيث ندري أو لا ندري في حروب الدجاج الطائفي المجمد, وأصبحنا ضحايا لمؤامرات الشركات المنتجة للبيض واللحوم والدواجن, فوقعنا أسرى على موائد ومطاعم الوجبات السريعة, وظهرت علينا فئات جديدة من وعاظ السلاطين آثرت الاندماج مع الدجاج, ونجحت في تدجين الناس وتوزيعهم على أقفاص التصنيف الطائفي المبرمج. وعلى الرغم من هذه القراءة المرة لتداعيات ثقافة الدجاج الأبيض, أجد نفسي خارج دائرة التشاؤم فالتغيير قريب بإذن الله, وسيكون ثمرة كل الجهود الصادقة, التي لا تنشد سوى رفعتنا وعزتنا وضمان صحتنا وسلامتنا من كل مكروه. 


  اتصل بنا روابط سريعة
 
برمجة و تصميم eSite - 2013
للإتصال بنا عن طريق البريد الإلكتروني : info@almustakbalpaper.net
الرئــــــــيسية سياسي
محلي عربي دولي
اقتصادي ملفات
تحقيقات اسبوعية
فنون ثقافية
رياضة الأخيرة