العدد 872 - 0014-12-25
  من نحن ؟ اتصل بنا الصفحة الرئيسية
الاخ العبادي.. هل سمعت بمنطقة الحسينية؟!    لجنة التحقيق: البيشمركة وسياسيون وقادة وراء سقوط الموصل    خيانة عظمى.. تأجيل التعويضات الكويتية «سنة» مقابل خنق ميناء الفاو    اليوم.. العبادي في تركيا لبحث ملفي مكافحة الإرهاب والنفط    معصوم ينتظر «الـوقـت الـمـنـاسـب» لزيارة إيران    محافظ الديوانية: مدينتنا متواضعة بالاقتصاد ومتقدمة بالأمن    التربية: لا وجود لدرجات وظيفية بسبب «التقشف»    المرجعيـة تـدعـو لإيجـاد سبـل لمحـاربـة «الـفـتـن» وتـحـذر: الـعـراق مـهـدد    الجبوري يستقبل رئيس وأعضاء مجلس مفوضية الانتخابات    المباني تنفذ مشاريع بأكثر من ترليون دينار في قطاعي المباني والخدمات    زيادة رواتب الحماية الاجتماعية العام المقبل    «الفرقة الذهبية» تصول على «داعش» في حدود الموصل ومقاتلوها على مشارف «الكسك»    «داعش» يستهدف «البغدادي» بــ «الكلور».. ووزير الدفاع يتوعد: سنسترد الأراضي المغتصبة    المسيحيون يلغون احتفالاتهم تضامنا مع الشهداء والنازحين.. والعبادي: انتم أصلاء    المستقبل العراقي .. تكشف اسباب عدم تسليم العراق طائرات الـ «F-16»    «داعش» يسقط طائرة حربية اردنية ويأسر قائدها في الرقة    انقرة متورطة.. جنود أتراك يتحدثون مع مقاتلين «داعشيين»    تسلق واسترخاء في جبال اليابان المقدسة    الأسـواق .. حكمـة الحشـود تزيح جنـون الغـوغـاء    الإنــتـاجـيـة تـحـدد آفـاق بـريـطـانـيـا الاقـتـصـاديــة    
 

إحصائيات الموقع
الزوار المتواجدون حالياً : {VISNOW}
عدد زيارات للموقع : {MOREVIIS}


حالة الطقس
غير متوفر الطقس حاليا

البحث
البحث داخل الأخبار

الأرشيف


مقالات

إستفتاء

كيف ترى مستقبل العملية السياسية في العراق







الدكتور علي الوردي .. مفـكـر وعـالم اجتـمـاع

 
2011-07-20 19:49:29
عدد المشاهدات : 600

كاميل صبري سيرة الدكتور علي الوردي هو علي بن عبد الجليل الوردي. ولد في بغداد / حي الكاظمية سنة 1913 من أسرة متوسطة المستوى المعيشي واحتوت على من اهتم بالعلم والأدب. وكان والده عطارا. لقب بالوردي نسبة الى جده الأكبر الذي كان يعمل في تقطير ماء الورد. عمل أبوه عطارا في الكاظمية وقد شارك الوردي إياه في العمل هذا حينما ترك الدراسة التقليدية (الكتاتيب) التي كان قد التحق بها كعادة معظم أبناء جيل تلك المرحلة، ولقلة المدارس يوم ذاك، وكان العراق وقتها جزءا من السلطة العثمانية، وبعد دخول القوات البريطانية العراق أيام الحرب العالمية الأولى (1914-1918) عاد الوردي الى الدراسة ولكن هذه المرة من بابها الواسع حيث دخل مدرسة نظامية وهجر دراسة الكتاتيب ويجد الوردي في انهيار حكم الدولة العثمانية في العراق والمنطقة أفقا وفتحا جديدا ادخل معه الكثير من سمات الحضارة الى العراق ومنها انتشار التعليم كما ذكر ذلك في أكثر من مناسبة، ويتذكر على الوردي جيدا ما قاله له والده يوما: يا بني المدرسة لا تطعمنا خبزا ثم عمل صانعا عند عطار المحلة لمدة سنتين ولكن طرد من عمله لأنه كان يهتم بقراءة الكتب والمجلات ويترك الزبائن، ثم عاد الى المدرسة وأكمل وغدا معلما في إحدى مدارس الكاظمية لمدة سنتين بعد تخرجه من الدراسة الإعدادية ثم سافر بعدها ليدرس في الجامعة الأميركية في بيروت ثم جامعة (تكساس) في أمريكا حيث نال شهادة الماجستير في عام 1947 في (علم الاجتماع) ثم حصل في عام 1950 على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز من نفس الجامعة مما نال تكريم حاكم الولاية له، في حينها عاد الى العراق بعد التخرج وعمل بقسم (علم الاجتماع) في جامعة بغداد وكان من رواد القسم ورواد علم الاجتماع في العراق، تدرج في وظيفة التدريس حتى منح لقب (استاذ) متمرس في جامعة بغداد وهو لقب يخدم للمتفردين في تخصصاتهم وطول باعهم. تقاعد الدكتور علي الوردي عن التدريس عام 1972 وهو في اوج عطائه العلمي وتفرغ للتأليف وإلقاء المحاضرات في بعض المؤسسات العلمية ومنها معهد البحوث والدراسات العربية الذي كان مقره بغداد. وكانت معظم طروحات الوردي التي ملأت كتبه والتي يلقيها في محاضراته تزعج السلطة الحاكمة، الأمر الذي دعا الى التضييق عليه تدريجيا ابتداء من سحب لقب (أستاذ متمرس) وصولا الى سحب معظم كتبه من المكتبات وحظرها بداعي ما أسموه (السلامة الفكرية) ومرورا بمحاولات تهميشه وإفقاره ماديا وهو ما آل اليه حاله حيث مات منسيا في شهر تموز عام 1995 بسبب المرض رغم العلاج الذي تلقاه في المستشفيات الأردنية وقد أقيم له تشييع محتشم غاب عنه المسؤولون وجازف من حضر من المشيعين أفاد الدكتور (علي الوردي) من طروحات (ابن خلدون) موضوع أطروحته للدكتوراه وكان الوردي أول من دعا الى (علم اجتماع عربي) يدرس المجتمع العربي في ضوء خصوصياته الجغرا-ثقافية انطلاقا من طروحات (ابن خلدون) وركز الوردي على عامل البداوة وقيمها وإثرها في تكوين الشخصية العربية واهم طروحاته كانت: الازدواجية الشخصية للفرد العراقي والتي عممها على الفرد العربي التناشز الاجتماعي وهي تمرير الأطروحة (وليم أوغبون) الفجوة الثقافية... الدعوة لقيام علم اجتماع عربي.. نبذة للمنطق الارسطي التقليدي الشائع نقده اللاذع للأسلوب الوعظي الذي يتبعه رجال الدين والساسة والذي يتخذه بعض الكتاب كما حمل بشدة في معظم طروحاته على اسلوب الخطابة والحماسة الكلاسيكي الي مجد الذات واعلى شانها دون النظر الى سلبياتها وهو ما درجت عليه النخب وانتشرت حتى لدى المثقفين ترجمت بعض اعماله الى عدد من اللغات منها الانكليزية والفارسية والألمانية والتركية. أعماله: خوارق اللاشعور، وعاظ السلاطين، مهزلة العقل البشري، اسطورة الادب الرفيع، الأحلام بين العقيدة والعلم، منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته، دراسة في طبيعة المجتمع العراقي، هكذا قتلوا قرة عيني، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث الطبيعة البشرية شخصية الفرد العراقي، بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الاجتماع الحديث. • اصدر نوري السعيد أمرا بمصادرة كتاب الوردي وتم سحبه من جميع مكتبات بغداد ومنع من التداول في الأسواق، بعدها اعتقل الوردي وسجن ثلاثة ايام في مركز شرطة الأعظمية. • يبدي الوردي وجهة نضره في ما يسمى بــ (الحقيقة) ومفادها ان الحقيقة فيها جانب مطلق وجانب ذاتي وسبب وجود هذا الجانب هو وجود الإطار الفكري في عقول البشر.  يقول الوردي: في 15 حزيران من عام 1869 صدر العدد الاول من جريدة (الزوراء) التي هي اول جريدة تصدر في العراق، كان ذلك بداية تاريخ الصحافة العراقية وقد مرت الصحافة العراقية بعدة مراحل وكل مرحلة تمثل طورا من أطوار المجتمع العراقي. المرحلة الأولى: استغرقت المرحلة الأولى للصحافة العراقية من 15 حزيران 1869 الى 24 تموز 1908 ظهرت في ثلاث جرائد هي (الزوراء – الموصل – الفيحاء) ان الجرائد الحكومية الثلاث لم يكن يقراها سوى (الافندية) اي موظفي الحكومة وبعض الوجهاء اما اكثر الناس فكانوا ينظرون الى الجردية نظرة استنكار او تحريم يدفعهم الى ذلك سببان : اما اكثر الناس في تلك المرحلة يشعرون بان الجريدة لا تفيدهم في حياتهم العملية شيئا اي لا تعطي خبزا فقد كان الفقر حينذاك سائدا في الناس وكان الاب يوصي ابنه ان لايشغل نفسه بالامور التي لا تعطي خبزا والسبب الثاني استنكار الناس لقراءة الجريدة هو ان يعدونها تشغل الناس عن قراءة القران الكريم والادعية او هي من مبتدعات الافرنج الكفار الذين يريدون افساد عقول المسلمين وهدم دينهم وحدثني صديقي من اهل النجف انه كان هو وزمرة من اصدقائه في العشرينيات يجتمعون في بيت احدهم ليقرأوا الجريدة فاذا خرجوا من البيت اخفوها تحت عباءتهم مخافة ان يراها الناس فيتهمونهم بالتفرنج والزندقة. المرحلة الثانية  في 34 تموز من عام 1908 فوجئ الناس في بغداد بظهور معالم الزينة في دوائر الحكومة ورفع اعلام كتب عليها بالقلم العريض (حرية، عدالة، مساواة، اخوة) واخذ الناس يتساءلون عما جرى فقيل لهم ان انقلابا حدث في (استنبول) ضد السلطات (عبد الحميد الثاني) وارغموه على اعلان الدستور واطلاعه الحرية للناس ففسر الناس الحرية التي اعلن عنها في عهد الدستور بان الانسان يكون حرا يفعل ما يشاء دون رادع وغدت الاسواق معرضا لمختلف انواع الاسلحة كل الخناجر والسيوف والمسدسات والبنادق عرضت للبيع علنا واخذ الاشقياء يتبارون في اقتنائها للتباهي بها ويحكى عن احد الاشقياء عندما سطا على بيت ليلا وقتل صاحبه ولما القي القبض عليه وصدر الحكم عليه بالاعدام صرخ محتجا : (اين الحرية التي تنادون بها؟) انه كان يظن ان عهد الحرية يبيح له نهب الناس وقتلهم بلا حساب.  شهدت بغداد في هذا العهد اول مسرح ترقص عليه امرأة وكانت هذه الراقصة من حلب اسمها (رحلو جراءة) وكان الناس في السنوات الماضية يشهدون غلمانا يرقصون على المسرح، اما في هذا العهد فقد شاهدوا امرأة ترقص فكان ذلك حدثا مثيرا هز المجتمع البغدادي هزا عنيفا وذلك من جراء الجوع الجنسي الذي كان مسيطرا على الناس حينذاك ثم صارت الراقصات يتهافتن على بغداد من تركيا ومصر وبلاد الشام وشاع بينهن ان التي تذهب الى بغداد تجني ذهبا، فكانت الراقصة لا تكاد تغمز بعينها لاحد من رواد المرقص حتى يفقد لبه ويبذل لها كل ما في جيبه من مال وربما اضطر في اليوم التالي الى بيع داره او اثاث بيته لكي ينال من الراقصة غمزة عين أخرى. حول عادة غسل العار تحدث الدكتور علي الوردي حول عادة غسل العار التي كانت واسعة الانتشار في المجتمع العراقي واعتبرها من مظاهر التناشز الاجتماعي في العراق ان عادة غسل العار ما زالت باقية في الأرياف وهي من جملة القيم العشائرية التي كانت سائدة في العراق في العهد العثماني. اعرف فتاة اخطأت وهربت من اهلها خشية القتل وصار اهلها يبحثون عنها مدة طويلة حتى رآها أخوها وهي تمشي في احد أسواق بغداد فأهوى عليها بالخنجر يطعنها به وهو يصرخ قائلا: (مو حقي؟) وكان المشاهدون من أصحاب الدكاكين وغيرهم يتجاوبون معه صارخين: (حقك حقك). وحادثة اخرى من حوادث غسل العار حدثت في شارع الرشيد وخلاصتها ان فتاة تزوجت رجلا غريبا من غير اذن اهلها وهربت معه وظل أبوها يبحث عنها حتى وجدها اخيرا تمشي في شارع الرشيد فانهال عليها بالخنجر يطعنها به، وهي تستغيث به صارخة انها تزوجت على سنة الله ورسوله، ولكن الأب لم يلق بالا لسنة الله ورسوله، بل كان كل اهتمامه منصبا على سمعته بين الناس والعار الذي لحقه منها وهو مضطر ان يغسل العار بالدم سواء أراد ذلك أم لم يرد، وقرات ذات يوم في احدى الصحف في الثلاثينيات ان رجلا في قرية قتل اخته لانها (اتصلت) بزوجها قبل ليلة زفافهما، فهذه الفتاة القتيلة كانت مسلمة وهي لم تفعل شيئا يحرمه الشرع الاسلامي لان الرجل الذي اتصلت به كان زوجها بحكم الشرع ولكنها من الجهة الاخرى قد اقترفت عملا يشوه سمعتها وسمعة اسرتها اي انها قامت بعمل يعتبر عارا في نظر المجتمع ويجب غسله. مشكلة الكثيرين من الناس انهم يسيرون في حياتهم على المبدأ البدوي القائل (النار ولا العار) فهم يفضلون دخول النار في الآخرة على نيل العار في الدنيا. الوردي في التناشز في الزواج كانت المرأة في الماضي لا يجوز لها ان تبدي رأيها بصراحة في اختيار زوجها فكان أهلها هم الذين يفاوضون في أمر زواجها ويساومون في مقدار مهرها، وليس لها إلا ان تقول (نعم) عند قد القران وإذا امتنعت عن النطق بهذه الكلمة أحاطت بها التهم ونالت العقاب الشديد من ولي أمرها، مما أتذكره في العشرينيات ان فتاة امتنعت عن النطق بكلمة (نعم) في أثناء عقد النكاح فانهال عليها أبوها بالضرب المبرح على مرأى من الحضور وصرخ فيها متهما إياها بأنها (عاشقة) ولا حاجة بنا الى لقول ان تهمة (العشق) كانت أبشع تهمة توجه الى الفتاة في تلك الأيام، ومن الجدير بالذكر ان تناشز الزواج لا ينحصر في امرأة العراقية وحدها، بل هو يشمل الرجل العراقي أيضاً فالشاب العراقي الآن هو كالشابة العراقية يرغب في اختيار زوجته على أساس (الحب) ولكنه في أعماق نفسه يحتقر الفتاة التي تستجيب لغرامياته ولا يرغب في أن يجعلها زوجة له وأما لأولاده فتراه يتحرش بالفتيات ويحاول تبادل الغرام مع إحداهن غير انه لا يكاد يجدها قد استجابت له حتى يشعر بأنها امرأة غير (شريفة) وانها لا تستحق ان تكون زوجة له على سنة الله ورسوله فالتناشز الاجتماعي كامن في أعماق هذا الشاب. الوردي .. دوافع قهرية في الإنسان  دافع السرقة: فالإنسان قد يكون غنيا ولكنه يجد نفسه مدفوعا الى سرقة بعض الأشياء التافهة التي هو في غنى عنها كملعقة شاي في مقهى او كتاب من مكتبة او علبة من مخزن فهو يبذل جهده في مغافلة الناس من اجل السرقة منهم وهو قد ينكشف أمره وينال الفضيحة ولكنه لا يستحي بل يظل خاضعا لدافعه القهري حتى آخر أيامه. دافع المماطلة : ونقصد به ميل الشخص للماطلة في دفع الديون المستحقة عليه فهو قد يكون قادرا على الوفاء بدينه ولكن نفسه لا تطاوعه على ذلك وتراه يكيد الوعود لدائنيه مرة بعد أخرى وتسوء سمعته بعد ذلك فلا يبالي وكأنه يشعر ان أكل الدين من نوع الغلبة والشطارة تجاه الغير. دافع الحرص: هو شدة البخل وصاحبه يحرص على المبلغ التافه بالرغم من ثروته الكبيرة فهو يرغب في تضخيم ثروته مع علمه انها تذهب الى غيره بعد موته، وهو يظل على حرصه حتى اللحظة الأخيرة. دافع الإيذاء: وصاحبه يحب إيذاء الناس ولا يحب نفعهم او مساعدتهم فهو يرمي سيجارته قبل إطفائها على المواد القالبة للالتهاب بغية إشعال النار فيها او يرمي قشور الفواكه في وسط الشارع لكي تنزلق بها أقدام المارة او يحطم اي شيء يقع تحت يده حين لا يرى أحدا يراقبه أو ينم بين اثنين حتى يثير العداء بينهما فهو لا يرتاح نفسيا اذا رأى أحدا ينتفع من شيء فقد يحاول ان يعرقل وصول الشيء الى الذي ينتفع به وإذا وجد شخصا مستضعفا لا عون له عمد بالاعتداء عليه أو إيذائه ثم يختلق عذرا يبرر به الاعتداء. دافع الاستهزاء: وصاحبه يبحث عن شخص اضعف منه لكي يستهزئ به ويضحك عليه فهو يشعر أثناء ذلك بنوع من الاستعلاء والتفوق وإذا كان صاحب هذا الدافع مصاب بدافع الإيذاء ايضا فانه لا يكتفي بالاستهزاء تجاه ضحيته بل يعمل ايذائه دون ان يخالجه اي شعور بالرهبة. دافع الكذب : وصاحبه لا يستطيع ان يقول الصدق فيما يتحدث فهو لابد ان يكذب او يبالغ فيه على الاقل فهناك الكذب العام يلجأ اليه الناس عن قصد لما يرجعون فيه من نفع او يبدأون ضررا اما المصاب بدافع الكذب فهو يكذب من غير قصد. دافع المغابنة : وهذا الدافع قد يصاب به بعض الباعة في المجتمعات المختلفة وصاحبه يصعب عليه ان يصدق مع الزبون او يخلص له وهو ينتهز اي فرصة تتاح له كي يغش الزبون ان مصلحته تقضي عليه مع زبائنه لكي تتحسن سمعته ويروج سوقه في الأمد البعيد ولكن دافعه القهري يمنعه من ذلك ان هو يفضل الربح العاجل القليل على الربح الاجل الكثير. دافع الحسد: وهذا الدافع موجود في جميع الناس على درجات متفاوتة فمن طبيعة الإنسان انه لا يرتاح حين يرى قرينا له قد تفوق عليه في شيء. او نال مكانة بين الناس اعلى من مكانته. ولكن بعض الأشخاص يبلغ بهم الحد درجة المرض. قالوا أحد منهم يشعر بالجرح الشديد تجاه الناس كلهم من غير تفريق. دافع الاغتياب: وهذا الدافع مرتبط بدافع الحسد في بعض الوجوه، وصاحبه يجب ان يتكلم بالسوء عن كل شخص غائب ولا يكاد يسلم احد من لسانه انه يجد لذة في البحث عن مصائب الآخرين وفي التحدث عنها وهو قد يجد رفاقا يشبهونه في هذا الدافع فيقضي أوقات فراغه معهم ليشاركهم في التمتع بلذة الاغتياب. دافع الكلام : وصاحبه اذا اجتمع مع الآخرين في مجلس لا يحب ان يرى أحدا يتكلم غيره فانه يشعر بان الكلام في المجلس نوع من الغلبة والتفوق. فهو لا يريد ان يتفوه عليه احد انه حين يستمع الى حديث غيره يشعر بالضيق وترى عينيه تدوران بحثا عن فرد يقاطع بها الحديث غيره لكي يبدأ هو الحديث وإذا كان المصاب بهذا الدافع محبا للجدل فان مشكلته تكون اشد تعويضا فهو يجادل في كل موضوع. وان كان هو لا يعرف عن الموضوع شيئا سوى معلومات محدودة واذا سمع من احد قولا مخالف لمعلوماته المحدودة أسرع الى تصحيحه امام الحاضرين لكي يظهر سعة علمه وحذقه لهم وهو لا يبالي حين يظهر ان كان مخطئا في تصحيحه والملاحظ في بعض المصابين في هذا الدافع انهم لا يملكون القدرة على الحديث الجيد، إذ هم يتلعثمون فيه ولكنهم يحسبون أنهم الفصحاء وكثيرا ما يشعر المستمعون بالملل والضيق في حديثهم بينما هم يظلون مصرين على متابعة الحديث ضنا منهم ان المستمعين مسرورون. دافع الخصام: وهو الدافع الذي يوصف (بالقدرة المنحوسة على خلق الأعذار) وصاحبه لا يستطيع ان يحتفظ بصديق له مدة طويلة فهو لابد ان يجد سببا للخصام معه فلا يلومه ثم يترك صداقته ويحمل الحقد عليه ان يطلب من الصديق ان يكون كاملا لا تقص فيه مع العلم انه ليس في الدنيا صديق من هذا الطراز فإذا وجد في صديقه اقل هفوة شهر عليه سيف اللوم والتقريع وان متى يكون من أكثر الناس عيوبا. دافع العصبية: صاحبه يضمر بغضا عميقا وحقدا على كل من ينتمي الى قوم غير قومه وطائفة غير طائفته فإذا رأى أحدا منهم شعر بالتوتر العصبي ضده وقد يعتدي عليه وهو اذا مصاب بدافع الإيذاء علاوة على دافع العصبية فانه ينتفع في اعتدائه بلذة عارمة لا تعادلها لشدة أخرى هناك دوافع قهرية أخرى لا يسع المجال لذكرها.  الرغبات المكبوتة: ان الإنسان كثيرا ما تكون لديه رغبات مرمة او غير مقبولة اجتماعيا فهو يخجل إظهارها ويحاول كبتها في أعماق نفسه ولكنها لا تبقى دائما بل هي تحاول التنفيس عن نفسها بالظهور بمظهر اخر غير مظهرها الحقيقي، رأيت في احد الأيام رجلا قويا من الذين يطلق عليهم لقب (الأشقياء) وهو يعتدي على رجل ضعيف ويكيل له الضربات والصفعات ولما سألته عن سبب ضربه للرجل قال انه (يكفر) وقد اتضح لي ان الرجل القوي مصاب بداء (العادية) اي انه يتلذذ بالاعتداء والقسوة والإيذاء ولكنه لا يستطيع ان يشبع هذه الرغبة بغير عذر معقول اجتماعيا وشاءت الصدفة انه سمع الرجل المستضعف ينطق في ساعة غضب بكلمات تتضمن سبا لاحد الأئمة فوجد صاحبنا القوي في ذلك فرصة سانحة لإشباع رغبته في القسوة وانهال على المسكين بالضربات والصفعات الشديدة متظاهرا انه يفعل ذلك في سبيل الله من اجل الحرص على الدين ان كثيرا من الذين يتظاهرون بحرصهم على الدين او المصلحة العامة او الحق والحقيقة إنما هي في أعماقهم يطلبون إشباع رغباتهم المكبوتة.
  اتصل بنا روابط سريعة
 
برمجة و تصميم eSite - 2013
للإتصال بنا عن طريق البريد الإلكتروني : info@almustakbalpaper.net
الرئــــــــيسية سياسي
محلي عربي دولي
اقتصادي ملفات
تحقيقات اسبوعية
فنون ثقافية
رياضة الأخيرة