المستقبل العراقي / وكالات
أجلت روسيا أمس الأربعاء عددا من مواطنيها المقيمين في سوريا على وقع التجهيز لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا قد تتم الخميس. وتزامناً، تواترت تقارير عن أن واشنطن طمأنت موسكو خلال اتصالات مكثفة في اليومين الماضيين أن الضربة المحتملة لن تكون لها عواقب كارثية أو تزعزع مصالحها. وحملت طائرتان تابعتان لوزارة الطوارئ الروسية من طراز «إيل-62»، 102 شخص من الرعايا الروس من اللاذقية إلى موسكو مطار «دوموديدوفو» بموسكو في صباح الأربعاء قادمة من مدينة اللاذقية السورية. وأبلغت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الدفاع المدني والطوارئ الروسية، إيرينا روسيوس، صحافيين أن هذه الطائرة حملت 27 شخصا معظمهم نساء وأطفال، من حاملي الجنسية الروسية الذين أبدوا الرغبة في مغادرة سوريا. وكانت طائرة أخرى تابعة لوزارة الطوارئ الروسية من طراز «إيل-76» حملت 89 شخصا 75 منهم ذوو الجنسية الروسية، إلى موسكو من سوريا أمس الأول. وتوجهت تلك الطائرة إلى سوريا محمّلة بـ20 طنّاً من المساعدات الإنسانية معظمها معلبات وسكر. وكانت أعداد من الرعايا الروس غادرت سوريا تقلهم طائرات وزارة الطوارئ الروسية التي حملت المساعدات الإنسانية إلى السوريين في أوقات سابقة. إلى ذلك، قالت تقارير إن الإدارة الأميركية ممثلة بالرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري سعيا في اليومين الأخيرين إلى طمأنة روسيا من مخاوفها من أن أي ضربة عسكرية متوقعة لسوريا «لن تكون سبباً لرد شديد قد يدفع المنطقة كلها إلى هاوية». وأضافت التقارير أن واشنطن طمأنت موسكو على سلامة مصالحها في سوريا ايضاً، وكانت وزارة الخارجية الروسية نوهت إلى أن «محاولات افتعال الذرائع للعملية العسكرية تنذر بمفاقمة معاناة سوريا وبعواقب كارثية على غيرها من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الشمالية». ولمحت التقارير إلى أنه في مجمل كل التجهيزات الاميركية مع الحلفاء الغربيين لتوجيه الضربة العسكرية فإن الحرص كان متوفراً لدى الجميع للعمل على تهدئة «خواطر» موسكو وطهران حليفتي بشّار الأسد، وأن الهجوم على الاسد لن يكون لإحداث تحوّل أساسي في الحرب الأهلية في سوريا أو المس المفرط بزبون «العاصمتين» وحليفهما. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ناقش في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري آخر تطورات الوضع المتفاقم حول سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن كيري أورد معلومات قال إنها مأخوذة من مصادر موثوق بها تشير إلى أن الحكومة السورية مسؤولة عن استخدام محتمل للسلاح الكيميائي. من جانبه أورد لافروف حججاً ترفض هذا الرأي. وجاء في بيان للخارجية الروسية، حسب ما نقلته (أنباء موسكو) أن لافروف أكد أن بلاده تدعو إلى تبادل المعلومات المتوفرة عن استخدام ممكن للسلاح الكيميائي في سوريا، وترى ضرورة تأييد وتأمين عمل فريق الخبراء في سوريا. وقالت الخارجية الروسية إن «سعي بعض الدول إلى تقويض مقدمات الحل السياسي - الدبلوماسي للنزاع يبقى أكثر ما يثير قلق موسكو»، وتم في ختام المكالمة تأكيد ضرورة مواصلة التشاور بشأن سوريا. وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية، الكسندر لوكاشيفيتش، لفت إلى «أن محاولات افتعال الذرائع للتدخل العسكري (في الصراع الدائر في سوريا) تنذر بمفاقمة معاناة سوريا وبعواقب كارثية على غيرها من بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية». وأكد المتحدث أن روسيا ترفض إجراء عملية عسكرية في سوريا ولا ترى مبررًا لها، حيث قال: «ندعو الزملاء الأميركيين وكل أعضاء المجتمع الدولي إلى تحكيم العقل والتقيد بالقانون الدولي، وعلى الأخص مبادئ ميثاق الأمم المتحدة».
|