سعدون شفيق سعيد
كثيرا ما أتابع شباك التذاكر للأفلام السينمائية الأجنبية المنتجة حديثا.. والتي تبلغ تكاليف إنتاجها الملايين والملايين من الدولارات الخضراء.. وفي أحيان كثيرة يصل الرقم الى أرقام قياسية أو خرافية حتى أن الشركات السينمائية باتت تتنافس فيما بينها.. على أنتاج الأفلام ذات الكلفة العالية جدا كي تحصل في المحصلة النهائية على واردات ضخمة.. من شباك التذاكر.. والغريب في الأمر أن تكاليفها الإنتاجية وخلال أسبوع وأسبوعين تصل أو تكاد الى الكلفة الإجمالية .. والسبب أن الفيلم يتم عرضه في أكثر من تسعين صالة عرض في أن واحد.. نعم .. في تسعين صالة عرض في أن واحد رغم أن تقنيات عرض الانترنت والمحطات الفضائية تشد أليها العديد والكثير من العوائل التي تفضل الانشداد للعروض الفنية والثقافية والمنوعات وهي قابعة في منازلها ؟! والتساؤل المشروع: ما الذي يدفع تلك العوائل أن تغادر منازلها صيفا وشتاء وليلا ونهاراً.. كي تشاهد ما يعرض في صالات العرض السينمائي.. بل وتدفع أثمان التذاكر والمرتفعة جدا.. وتتكرر العملية تلك مع كل فيلم جديد يستحق المشاهدة .. والذي تم دفع (دم قلب) الشركات كي تربح في المقابل ما تربحه من مبالغ من تذاكر المشاهدة وبعد أن تسترجع ما صرفته على أنتاج تلك الأفلام بالكامل.. ودون خسارة تذكر .. والدليل أن تلك الشركات لازالت تتواصل في أنتاجها للأفلام الجديدة وبأرقام تتزايد ما بين فيلم وأخر .. لان المنافسة ما بين تلك الشركات أصبحت بالقيمة الإنتاجية العالية والضخمة جدا.. ولان الجمهور بات لا يفضل أفلاما (آكل الدهر عليها وشرب) .. ولا تنطلي عليه الأفلام التي تستنزف (جيبه) دون مقابل .. أي أن العملية أصبحت مشتركة ومتبادلة ما بين صالات العرض السينمائي الغارقة بالانبهار والتقنيات المتطورة الحديثة مع التوفير الأمثل والأفضل للعوائل كي تترك منازلها.. وتقضي وقتا لمشاهدة العروض .. وما بين الشركات الإنتاجية للأفلام التي عليها أن تنتج أفلاما بالمستوى المطلوب والذي يجعل الجمهور يتزاحم على أبواب صالات العرض .. أو اللجوء الى السوق السوداء لشراء التذاكر ؟! وما بين ذلك الجمهور الذي ما عادت تنطلي عليه النتاجات (المفبركة) والتي تجعله يخسر مبالغة ووقته دون مقابل !! والتساؤل المشروع : متى تكون لدينا صالة تعرض أفلاما تجعلنا نغادر منازلنا كي نقضي ذات الوقت الذي تقضيه العوائل الأخرى في العوالم المتمدنة اليوم ؟! انه حلم ليس ألا !!
|