المحلل السياسي / غانم عريبي
أقولها مخلصا بضمير منفتح على كل القوى العراقية التي ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة..ضعوا الله بين عيونكم قبل ان تضعوا مصالحكم الحزبية والسياسية والطائفية أمامكم وانتم تتحدثون مع الناس بمنطق المصالح الوطنية!. وأقولها لكم وأنا على يقين ان ذلك سيحصل..اذا لم ترتفعوا لمستوى الروح الوطنية والمسؤولية القيادية وتنهضوا بالمهمة التاريخية كما نهض مانديلا والإمام الخميني وماوسيتونغ ولوموبا واليتش لينين وفيدل كاسترو وجيفارا وكل الثوريين في العالم فان العراق سينزلق الى المزيد من الانهيارات الامنية وأول المنزلق اقتحام العملية السياسية والانقلاب العسكري!. ان التعالي على التفاصيل الصغيرة والصعود لمرتفعات الروح الثورية الجامعة والتغافل عن الخلافات السياسية التي لا ترتقي لمستوى التحدي الذي نواجهه جميعا سنة وشيعة عربا وأكرادا هو الذي يخفف الأزمة ويدرأ السيئة بالحسنة الوطنية ويقفل باب التراشق بالألسن لكي يصار الى اغلاق فوهات البنادق والمدافع التي ستهب علينا من مناطق جنوب الثرثار والرطبة والمساحات الخارجة عن القانون في المناطق الغربية وإذا خرجنا على القانون الثوري فلن نستطيع إقناع الناس بالضرورة الوطنية التي ينطوي عليها الالتزام بالقانون وهنا مربط الفرس!. اذا استطعنا الإفلات من لحظة التطرف الطائفي حيث يخوض البعض الانتخابات العامة بهذا النفس سنكون على التالي اقدر وأفضل واكبر وأسمى والتالي ايها السادة السياسيون تداعيات الحرب السورية حيث مالت الكفة الواقعية الميدانية للنظام السوري وبدأت دفعات من موجات التطرف العربي بالنزوح الى المناطق المحاذية واي رئيس وزراء او اي حكومة عراقية قادمة اذا لم تحسن التعاطي بالخطاب مع جمهورها وأهلها في المناطق الغربية فالخشية في قيام الحرب السورية في الغربية!. ان العراق لن يحميه مشروع طائفي او مشروع حزبي صغر ام كبر ولن يستطيع اطار او كتلة او ائتلاف مهما تواضع للناس وقدم شيكا مفتوحا بالتنمية والتطوير والروح الخلاقة وتحسين مستوى المعيشة العامة ان يقود البلد لان العراق ايها السادة المسؤولون عنه قائم على الشراكة ومن غير فهم مشترك لهذا المفهوم وإيمان حقيقي ان العراق لكل العراقيين فإننا سنسقط في مستنقع الحرب الأهلية وسنتقاتل في ما بيننا وقادة الخلاف مرتاحون في بيوتهم ومزارعهم في الجوار وضفاف الشواطئ القبرصية!. أقولها للعراقيين في كل مكان من منطقة المعامل والكمالية الى البوكمال: الأصابع البنفسجية هي التي تبعدكم عن أشباح الفقر والفاقة والحاجة والإرهاب والعطالة والانتماء القسري او بسبب الحاجة الى المال الى المجموعات الإرهابية كما حدث ورأينا وشاهدنا وقرأنا وأصابعكم لو اختارت هذه المرة فان العراق سيعيش لأربع سنوات قادمة خياركم انتم وليس خيار السياسيين فأحسنوا الاختيار وفوتوا على البعض ممن يختبئ خلف الخطاب الوطني مؤامرة إعادتكم الى سنوات القهر والمفخخات والخوف ورقصة الخطف في الشوارع!. التحول الوطني الكبير لا تصنعه القوى الطائفية او التي تتخفى وراء الدفاع عن الطائفة لمكاسب انتخابية توصلها الى المال والسلطة وهي لا علاقة لها الا بسلطة المال وأمامكم ايها العراقيون أجيال دخلت العملية السياسية وخرجت منها دون ان تقدم شيئا لكم وليس من الجائز ابدا ان تكون الانتخابات وصناديق الاقتراع مدخلا لزيادة اثرة طبقة منتفعة على حساب جوع الناس الى الرغيف وجوعهم المضاعف للأمن والاستقرار!. لا تدعوا شيكات المال العربي المدفوع للبعض ممن يتاجر بموتكم وجوعكم في عواصم الجوار العربي ان يصل الى البرلمان ويؤدي القسم لأنه سيقسم ساعتها على صيانة شروط الممول وليس شروط الخدمة وحسابات مشروعه السياسي والأمني التخريبي في العراق قبل ان يؤدي قسم العمل على ان يكون عضوا او نائبا عراقيا..لان من شروط التمويل العمل بالماركة الامنية للجهاز العربي وليس العمل بوظيفة النائب الوطني!. الانتخابات الوطنية التي يخوضها شعب بشروط الجدية والطمع بالتغيير قد تطيح برجال وطنيين عملوا من اجل شعوبهم وقادوا حركات استقلالية وحروب كونية كما جرى في بريطانيا في اعقاب انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية 1939- 1945 وهزم تشرشل لكن الرجل تقبل الخسارة بروح المنتصر في الحرب وانسحب الى حياته الأسرية وكأن شيئا لم يكن ولم تقم الدنيا ولم تقعد ولم يحبس البريطانيون أنفاسهم عشية الخسارة!. المطلوب عدم السماح للممول العربي بإحداث خرق انتخابي في صفوف الأصابع البنفسجية وللجوار ان يعبث بنا او يصدر حروبه المجنونة الينا وان نكون بعد تشكيل مجلس النواب القادم والحكومة العراقية المقبلة افضل حالا من الحال الذي نحن عليه الآن وأرحب روحا في التعاطي مع ازماتنا الأمنية والسياسية الكبيرة ومن يعرف كيف يستخدم إصبعه في صندوق الاقتراع قادر على استخدامه في إجهاض مخطط التآمر السلفي القاعدي!. ان الانتخابات القادمة اختبار حقيقي للأصابع البنفسجية ان تقف في مواجهة من يقود مشروع بتر تلك الأصابع بالديناميت مرة وبسرقة أصوات الناس بالباطل الطائفي او العنصري او الوهابي والسلفي ..انها معركة اما ان نكون او لا نكون او ان تكون تلك الاصابع في أبدانها او تكون حطبا للسراق وقادة الإرهاب!.
|