ماجد الكعبي
إن كل مسؤول عراقي يهمه مصير ومستقبل الشعب والوطن يبتعد كل البعد عن الادعاءات الفارغة , والتبجحات الكاذبة , وينغمس في هموم ومعاناة المواطنين , ويفتش عن الوسائل الخلاقة المبدعة , والتي تحقق النجاحات المطلوبة , والتغييرات المنشودة , إذ إننا بمسيس الحاجة إلى التغيير المستمر , الذي يضمن إرادة ورغبات الجماهير المتطلعة إلى قيادة موحدة متماسكة تنأى عن المزايدات وتلتحم بإرادة الشعب وتجسد تطلعات الجماهير المشروعة. إننا عندما ننظر بدقة وإمعان وإتقان إلى الخريطة السياسية نجدها طافحة بالمتناقضات والإشكاليات والتطاحنات والتمزقات التي لم تفرز إلا الضياع والتخلف والانهيار وان المتضرر الوحيد من كل ما تقدم هو المواطن الفقير والمقهور والمتعب ... وعندما نلتفت إلى البرلمان وأعضائه نجد ونسمع تراشقا واتهامات مستغربة ودخيلة على العمل السياسي الشريف الذي يجعل مصلحة ومستقبل الوطن أعلى وأغلى وأسمى من كل اعتبار شخصي وحزبي , ويا ليت هذه اللعبة - لعبة التراشق - وتبادل الاتهامات تقف عن حد . وان استمرارها يؤدي إلى المزيد من التطاحن والتشاحن الذي يضر العملية السياسية التي دفعنا من اجل ديمومتها واستمرارها مواكب من الشهداء والتضحية والعطاء الكبير. وطالما الأمور تسير هكذا يظل ويبقى الشعب بين فكي الرحى ولم يحصد إلا العهود والوعود التي لن يجني منها شيئا يغير واقعه ويحقق طموحاته المشروعة ... إذن أي مضيعة وضياع يعيشه الوطن والمواطن من هذه المزايدات المجانية ..؟؟ والجماهير كانت ولا زالت تتحرق شوقا لترى برلمانا حكيما وطنيا وواعيا ويتسابق من اجل الانجازات والخدمات التي يتوق لها المواطنون الذين يعانون الآمرين ويقاسون العذاب والشقاء والاحباطات من الجر والعر ومن الاندفاع والتراجع . فإلى متى يظل شعبنا ألعوبة وسط هذه الصراعات التي أحالته إلى شعب يكابد القهر والعناء والمنغصات والاحباطات ..؟؟ إن الواجب الوطني والديني والأخلاقي يفرض على الكتل والأحزاب والائتلافات أن ترفع رايات الصدق والمكاشفة والصراحة التي تبني ولا تهدم , تصون ولا تبدد , توحد ولا تفرق , تقاتل الباطل ولا تجامله , وتعانق الحق والحقيقة . بؤساء أولئك الذين يتبرقعون ببراقع الوطنية الكاذبة , ويتشدقون بالدين الذي هو براء من كل ممارسة مريبة وخبيثة وبعيدة عما يريده الله والشعب . لقد شبعنا من التصريحات التي ذهبت مع الريح , وغرقنا في لجج الدعايات والإشاعات والتقولات التي تفيض لؤما وغدرا وكذبا وخسة , فالشعب واع ولا ولم ولن يخدع لأنه يكتنز تجارب جمة وحقائق دامغة وكشوفات واضحة , وانه خاض من الجهاد والكفاح ما لم يخضه شعب آخر مثله، قدم ملايين الضحايا , وانهارا من الدماء الشريفة , وجبالا من العذابات والآهات والآلام عبر التمرحل الزمني , فالشعب هو الباقي وكل المسؤولين وأعضاء البرلمان زائلون . إننا نروم قيادة موحدة وبرلمانا ملتزما بكل صدق وأمانة بالمبادئ السامية وبالثوابت الوطنية , فالشعب يريد مسؤولا يقول له حققنا لك ما تريد, وأنجزنا إليك هذه المنجزات والقضية مشروطة بان يلمسها المواطن بيده ويراها بعينه لأنه – المواطن - ليس بحاجة إلى تشدقات وتقولات ومواثيق هوائية وتصريحات مفرغة من محتواها . من خلال ما تقدم يبدو لي أن العراق يمر بأدق وأحرج مرحلة تاريخية حاسمة سوف تقلب الموازين وتفرز معطيات مذهلة ومدهشة , فالكل يتوجسون ويرتقبون وينتظرون مفاجآت قد تكون اغرب من الخيال , فالشد الجماهيري ضد البرلمان يتصاعد والمد الشعبي يتزايد والوعي واليقظة والحذر يتضاعف , فكل الأعصاب مشدودة ومتوترة , وكل النفوس والقلوب تواقة لما سيحدث في يوم الانتخابات , وكل العواطف والمشاعر والأحاسيس متوقدة وملتهبة بانتظار الوليد البرلماني الجديد الذي سيطل كما يطل الفجر بعد ليل إن شاء الله , ويجيء كما يجيء الماء لظامئ الصحراء , وكما يجيء الدواء لذي الداء , والتاريخ لا يرحم الخائرين والمنهارين والخبثاء والأجراء وأعداء الوطن المواطن , فان الأوان أن نقول وبصوت عال ومدو ونعلن كلمتنا ونجاهر بصراحة إننا نريد برلمانا غير هذا البرلمان نريد التغيير والبناء والصدق والإخلاص والصراحة والمكاشفة ونريد العراق لأنه شرفنا وجودنا ومستقبلنا ومصيرنا . ولتسقط كل الهياكل المنخورة , ولتتهاوى كل الكيانات الضالة والمضللة فالشعب لن يتراجع إلى الوراء , وعيون الجماهير دائما إلى الأمام وكلنا أمل بالشرفاء والمخلصين والوطنين الذين سننتخبهم سيرفعون رايات الآمان والخدمات والطمأنينة والضمان والعدالة في فيافي عراقنا الحبيب . هذا هو ظني بالشرفاء والمخلصين وأسال الله تعالى أن لا يخيب ظني , فأن خيب ظني فعلى الوطن والمواطن وأمواله وخيراته ونفطه ونخيله وأنهاره السلام إذا ابتلي العراق مرة أخرى بالأقزام والأدعياء مع احترامنا للاصلاء.
|