التحليل السياسي / غانم عريبي
دأبت بعض الصحف العراقية على استخدام نظرية (التشهير) قاعدة للعدوان على مجموعة من السياسيين العراقيين الذين اشتغلوا سنوات طويلة في المعارضة العراقية وكان لهم تأثير في مجرى الصراع مع الديكتاتورية السابقة والهدف كما اظن الاطاحة بالسمعة والمصداقية لصالح فئة سياسية اخرى والمبلغ المستخلص من هذه العملية عقد تجاري او اقتصادي او خدمي مقبوض!. ليس من المنطقي او العقلاني العمل بنادق للايجار عند احد او استخدام الطاقة الصحفية للنيل من رجال عاشوا تحت الشمس وفوق الوشاية واجد ان اي احد يشتغل تلك المهنة سيعرض نفسه الى الأذى الأخلاقي أمام زملائه وقد يجد نفسه وضيعا امام زوجته وابنه فكيف سيجد نفسه بعد ان يبلغ من العمر عتيا؟!. ان تلك الصحف الصفراء ستنكشف يوما وسيعرف العراقيون لونها وشكلها وطبيعة الخطاب الذي تحاول تسويقه في صفوفنا مستغلة اجواء الديمقراطية والحرية والتعددية السياسية والفكرية والإعلامية في الساحة العراقية وسيعرف العراقيون ان الإعلام مسؤولية وطنية وليس مادة للمديح او سوق عكاظ للحاكم!. ان الاعلام الوطني واضح في تصوره للناس والحياة والعملية السياسية وواضح اكثر في علاقته المباشرة بالعملية المتوحشة التي تجريها داعش في العراق ومن هنا ركز الاعلام اوطني على التحدي وعلى الامة الواحدة وعلى الشعور الوطني الكبير في مواجهة الارهاب الداعشي والعربي الاعمى وقرر المنازلة المباشرة ايضا مع الجيش العراقي لخلق هذا الجو من الانسجام بين رجال العملية الوطنية الذين يشتغلون على التحدي وبين اعلام يتنفس الديمقراطية المسؤولة. حرام هذا الذي تفعله بعض الصحف العراقية التي ارتبطت بالعقود التجارية مع شعبها ومع رجال في الحركة الوطنية العراقية قاتلوا سنوات طويلة من اجل العراق وشعبه وامنيات بالحرية والمساوة والعدالة الاجتماعية وفي الظن ان المرحلة المقبلة من تاريخ العملية السياسية ستكون حافلة بالمزيد من الحريات الاعلامية التي من شانها التوصل الى افضل السبل الكفيلة بحصر الخطأ ومحاصرة الدجل والكذب والتزويق وتاسيس فضاء اعلامي عراقي يرفض العمل التامري ويشتغل على المسؤوليات الوطنية ويحرر العملية الاعلامية من تجار المخدرات!. الاعلام ضد الافيون والمخدرات والكذب على رجال الحركة الوطنية وتحويل المنار الاعلامية والصحف في الدولة الديمقراطية الى كلاب مسعورة تنهش لحم الوطني وتستقتل دفاعا عن المدعي وتموت على الادعياء واذا كانت القاعدة بهذا المستوى من الشروط الاعلامية المهمة فان الاعلام سيكون اقوى في المعركة المفتوحة مع داعش واقوى في التصدي لمهمات الميدان وهي تقرا الوقائع بعيون موضوعية بعيدا عن اعلام الحرب في عهد النظام السابق!. ان من ينال من رمز او شخصية وطنية عملت في الساحة العراقية في اي مرفق او مستوى حكومي ابتداء من اخينا رئيس الوزراء الى الجلبي وبرهم صالح والزبيدي والشهرستاني ولي شخصية وطنية في هذا الاطار انما ينال من تاريخنا وتجربتنا الوطنية وديمقراطيتنا التي صنعناها بدم الشهداء وآلام وسكاكين الدواعش وإمارة ابي بكر البغدادي!. كل الاخوة الذين ذكرت اسماؤهم محترمون ونجل اعمالهم وتضحياتهم وانجازاتهم واعانهم الله على الخطا المرتكب لان الدولة التي آلت اليهم لم تكن دولة بل كانت حطام خيمة بسبب ممارسات النظام السابق وحماقات البعث اللاحق!. المهم ان نمضي الى الهدف الكبير ونسوّر الوطن بهوية الوحدة الوطنية ونسرع الخطى بان نعد الامة في التخلص من داعش وقيام حكومة عراقية واسعة الطيف وادارة وطنية جديدة تنقذ البلد من الانزلاق الى الهاوية. لترحل الصحف الصفراء الى الجحيم ويبقى قادة العملية السياسية من اخوتنا اجل واكرم من كتاب الاعمدة الاخيرة ممن ارتضوا المهانة لقاء25 الف دينار!.
|