المستقبل العراقي/ نهاد فالح
بددت وزارة النفط، أمس الأحد، المخاوف من استهداف حقول النفط في المحافظات الجنوبية من قبل عصابات تنظيم «داعش» , مؤكدة وجود قوة حماية كافية لتامين هذه المواقع المهمة, وفيما حذر وزير سابق من عواقب المساس بــ»الشريان الاقتصادي للعراق», استبعد نائب بصري حصول هكذا نوع من الاستهداف لعوامل عدة من بينها عدم وجود حواضن للمجاميع الإرهابية كما في المحافظات الغربية, وضعف امكانية الإرهاب بالوصول إلى هذه المناطق المؤمنة.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط، عاصم جهاد، في تصريحات صحفية، إن «الوضع في وسط العراق وجنوبه مطمئن ومستقر، وهناك حماية كافية للمناطق التي تعمل فيها الشركات العالمية لتطوير الحقول النفطية، مشيراً إلى أن «وضع الحقول الجنوبية والوسطى يختلف تماماً عن الشمالية من حيث البيئة والاستقرار والجيران».
وأضاف جهاد، أن «الوزارة التقت بتلك الشركات النفطية وطمأنتها بأن الوضع الأمني أصبح أفضل من السابق»، مبيناً أن تلك «الشركات أبدت حرصها على تطوير الحقول النفطية التي تعمل فيها بموجب العقود طويلة المدى المبرمة معها، مثلما أبدت الوزارة بالمقابل حرصها على الاستفادة من خبرة تلك الشركات، لاسيما أن نسبة العاملين العراقيين فيها أعلى من النصف».
وأكد المتحدث باسم وزارة النفط، أن «الجهات المعنية اتخذت الإجراءات الكفيلة بحماية المنشآت النفطية تحسباً لأي طارئ»، عاداً «مغادرة بعض الشركات النفطية البلاد خلال المدة الماضية، أمراً طبيعياً ولم يكن تخوفاً من تدهور الوضع كما حاول البعض تصويره».
في غضون ذلك, قال وزير النفط الأسبق، والنائب عن التحالف الوطني، إبراهيم بحر العلوم، إن «تنظيم داعش يحاول الاستيلاء على منابع الطاقة والمياه في العراق»، مضيفاً «لكن الحكومة ووزارة النفط اتخذتا إجراءات لحماية الحقول الجنوبية مما أعطى الاطمئنان للشركات النفطية للاستمرار بالعمل هناك».
وحذر بحر العلوم، من «إمكانية تنفيذ داعش عمليات تخريب في الحقول النفطية الجنوبية على غرار ما حدث في السنتين الماضيتين، عندما أطلقت قنابر هاون على حقل الرميلة، أو سنة 2003 عندما أوقف تصدير النفط لمدة 24 ساعة نتيجة الهجوم على ميناء البصرة»، مؤكداً على ضرورة «توفير أقصى إجراءات الأمن لمنظومة الانابيب والنقل والتصدير في حقول نفط الجنوب، وضمان عدم المساس بها من قبل الإرهابيين، لأن النفط يمثل الشريان الرئيس للبلاد».
يذكر أن إنتاج النفط من حقول جنوبي العراق لم يتأثر بالأحداث الأمنية التي جرت في المناطق الشمالية أو الغربية من البلاد، بواقع أكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً.إلى ذلك, قال النائب السابق عن محافظة البصرة جواد البزوني ، إن «تنظيم داعش عصابة إرهابية لا يمكن أن ترتقي إلى إمكانيات دولة لتهدد حقول نفط الجنوب»، عاداً أن «ما حصل في المحافظات التي تغلغل فيها داعش، تم بمساعدة أهاليها، لكنه لن يتمكن من الدخول لأية منطقة ذات أغلبية شيعية كما شاهدنا بسامراء وبغداد».
واستبعد البزوني، «إمكانية تهديد داعش حقول نفط الجنوب لافتقاره للطائرات أو المدافع الثقيلة والأسلحة المتطورة التي تمكنه من إيصال تأثيره إلى مسافات بعيدة في المحافظات الجنوبية والوسطى»، عاداً أن «داعش لا يمكن أن يجد دولة توفر له غطاء لمد نشاطه للجنوب بما في ذلك السعودية التي تعده خطراً عليها».
وتابع البزوني، أن «حلم داعش الكبير يتمثل بالسيطرة على المنطقة الغربية من العراق ليكون له موطئ قدم»، مشدداً على أن «نفط الجنوب محمي بقوات كبيرة تؤمنه من خطر داعش أو الدول الإقليمية».
|