المستقبل العراقي / وكالات
خاطب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اسرائيل، أمس الاحد، بالقول ان "الوقت حان لانهاء النزاع مع الفلسطينيين"، وذلك لدى افتتاح مؤتمر دولي في القاهرة للدول المانحة لاعادة اعمار قطاع غزة. وقال الرئيس المصري الذي كان يجلس على المنصة الى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الاميركي جون كيري والامين العام للامم المتحدة بان كي مون "اقول للشعب والحكومة في اسرائيل ان الوقت قد حان لانهاء النزاع". وقال السيسي إنه يجب أن "نجعل من هذه اللحظة نقطة انطلاق حقيقية لتحقيق السلام الذي يضمن ... الاستقرار والازدهار ويجعل حلم العيش المشترك حقيقة تلك هي الرؤية التي تضعها المبادرة العربية للسلام الذي نتطلع اليه". وتعرض المبادرة التي طرحتها السعودية في القمة العربية في بيروت عام 2002 اعترافا كاملا باسرائيل مقابل انسحابها من كافة الاراضي التي احتلتها في حرب 1967 والموافقة على "حل عادل" لقضية اللاجئين الفلسطينيين. وكشفت الولايات المتحدة انها ستقدم مساعدات جديدة قيمتهما 212 مليون دولار للمساهمة في اعادة اعمار قطاع غزة واكد كيري امام المؤتمر ان الفلسطينيين بحاجة الى مساعدة فورية. وقال كيري في كلمته ان التحديات الانسانية "هائلة" مضيفا ان "شعب غزة بحاجة ماسة الى مساعدة ليس غدا وانما الان". من جانبه، حذر بان كي مون في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اعادة اعمار غزة في القاهرة من ان الوضع في قطاع غزة لا يزال قابلا للاشتعال. وقال بان "غزة لا تزال برميل بارود، الناس بحاجة ماسة الى رؤية نتائج (تشكل تحسنا) في حياتهم اليومية". ومن جهته دعا عباس في كلمته امام المؤتمر الى "مقاربة دولية جديدة" لتسوية النزاع وانهاء الاحتلال. وقال "لقد كشف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هشاشة وخطورة الوضع في منطقتنا في ظل غياب سلام عادل، وجهود دولية تراوح مكانها، ووعود لم تتحقق، ورغم كل ما نشعر به من ألم ومرارة، فإننا نؤكد للجميع، بأننا لا زلنا متمسكين بالسلام، وبالتزاماتنا كافة، وفق الشرعية الدولية ومواثيقها وقراراتها، والاتفاقات المبرمة". وتابع "لا بد هنا من إيجاد مقاربة دولية جديدة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، تنهي الاحتلال الإسرائيلي، وتفضي إلى إقامة دولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمتها على حدود العام 1967، لتعيش إلى جانب دولة إسرائيل في أمن وحسن جوار، تطبيقاً لرؤية حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية". وشدد الرئيس الفلسطيني على ان "شعبنا الفلسطيني ومنطقتنا بأسرها لا يحتملون المزيد، والوضع في المنطقة على حافة الهاوية". واكد ان "المجتمع الدولي مطالب أكثر من أي وقت مضى، بدعم سعينا لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي، يضع سقفاً زمنياً لإنهاء الاحتلال، والذهاب من ثمّ إلى مفاوضات جادة لحل قضايا الوضع النهائي كافة بدءاً بترسيم الحدود في إطار جدول زمني محدد، لا يتعارض مع التزاماتنا بتحقيق السلام العادل والشامل، على نحو يكفل الأمن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة، ويسهم في تعزيز السلم والأمن العالميين". واستطرد "وهنا يحق لنا أن نتساءل: أما آن لشعبنا أن ينعم بحريته وكرامته وسيادته واستقلاله في دولته الخاصة به؟ وهل هذا كثير، أيها السيدات والسادة؟ أما آن للحق والعدل أن يبسطا ظلالهما على فلسطين؟ أما آن للظلم التاريخي لشعبنا أن ينتهي؟ أما آن لأطول احتلال في العصر الحديث أن ينتهي؟ أسأل هذا السؤال وأتمنى جوابا، لماذا شعب فلسطين آخر شعب تحت الاحتلال؟ هل تنقصنا الثقافة والتعليم؟ لدينا كل شيء، لدينا 53 مؤسسة جامعية في الأرض الفلسطينية". وينوي وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاستفادة من اللقاء الذي يجمع وزراء خارجية ثلاثين بلدا ومندوبين عن منظمات دولية ليطلب من الفلسطينيين والاسرائيليين استئناف عملية السلام التي اطلقها وفشلت في نيسان/ابريل الماضي. واسفرت الحرب في غزة التي استمرت 50 يوما في تموز/يوليو وآب/اغسطس عن اكثر من 2100 قتيل في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين و73 من الجانب الاسرائيلي معظمهم من الجنود. وخلفت الحرب دمارا هائلا في القطاع المحاصر منذ 2006.
|