المستقبل العراقي / وكالات
شنّت طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غارات على أهداف يشتبه أنها تابعة لتنظيم "داعش" ست مرات على الأقل بمدينة كوباني السورية المحاصرة بعد أعنف قصف مدفعي يشنه مقاتلو التنظيم منذ أيام على وسط المدينة وأصاب مناطق حدودية داخل تركيا. وقال شهود عيان إن القصف المدفعي استمر بعد أن أصابت الغارات وسط كوباني. وسقطت عدة قذائف مورتر داخل تركيا قرب بوابة مورستبينار الحدودية. ويحارب مسلحو التنظيم مقاتلين أكرادا منذ شهر للسيطرة على المدينة القريبة من الحدود مع تركيا وتعزيز سيطرتهم على شريط من الأرض طوله 95 كيلومترا على الحدود التركية لكن الضربات الجوية المكثفة للتحالف في الأيام القليلة الماضية ساعدت الأكراد في منع التقدم. ويقصف التحالف أهداف "داعش" في العراق منذ آب ووسع حملته لتشمل سوريا في أيلول بعد أن حقق تنظيم "داعش" مكاسب إقليمية كبيرة. وتصر تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي -وهي أيضا عضو مكره إلى حد ما في التحالف ضد تنظيم "داعش"- على ضرورة أن يتصدى التحالف أيضا للقوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا التي قتلت نحو 200 ألف مدني منذ آذار 2011. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا إن عشرة مدنيين قتلوا في غارتين جويتين بسوريا شنهما التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. لكن القيادة المركزية الأميركية قالت إنه لا توجد أدلة تؤيد التقرير. وقال متحدث باسم القيادة إن القوات الأميركية تطبق إجراءات للحد من احتمالات وقوع إصابات بين المدنيين عند استهدافها مقاتلي "داعش". ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل للتقارير بسبب القيود الأمنية. وقالت قائدة في وحدات حماية الشعب وهي ميليشيا للأكراد السوريين تدافع عن كوباني إن مقاتلي "داعش" استأنفوا الهجمات بهدف قطع آخر طريق يربط المدينة مع تركيا. وقالت لوكالة رويترز للأنباء في مكالمة هاتفية "يريدون قطع اتصال كوباني مع العالم." ومضت تقول "تركيا لا تسمح بدخول المقاتلين أو الأسلحة لكنها ترسل مساعدات إلى مورستبينار. مقاتلو "داعش" يريدون تدمير هذه البوابة كي نصبح محاصرين تماما هنا". ورفضت تركيا إعادة تسليح المقاتلين الأكراد الذين يشكون من عدم قدرتهم على مواجهة أسلحة مقاتلي "داعش" التي استولوا على الكثير منها من الجيش العراقي عندما سيطروا على مدينة الموصل في حزيران. وتنظر تركيا بعين الشك إلى وحدات حماية الشعب بسبب صلاتها القديمة مع حزب العمال الكردستاني الذي شن حربا على مدى 30 عاما من أجل الحكم الذاتي للأكراد في تركيا. وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في وقت سابق هذا الشهر إن حزب العمال الكردستاني ليس أفضل حالا من تنظيم "داعش" في رأيه. وأشعل هذا الموقف غضب الأكراد الأتراك الذين يشكلون حوالي 20 بالمئة من سكان تركيا. واندلعت أعمال شغب في عدة مدن تركية هذا الشهر سقط خلالها أكثر من 35 قتيلا. واكد مسؤول في حزب كردي سوري ان صالح مسلم زعيم الاكراد الذين يقاتلون دفاعا عن كوباني التقى في باريس في 12 الشهر الحالي الموفد الاميركي الخاص الى سوريا دانيال روبنشتاين. وكانت وزارة الخارجية الاميركية كشفت الخميس ان مسؤولين اميركيين التقوا للمرة الاولى اكرادا سوريين من حزب الاتحاد الديموقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المصنف ارهابيا في تركيا.وقال خالد عيسى ممثل الاتحاد الديموقراطي في باريس ان "اللقاءات التشاورية بيننا وبين الولايات المتحدة ضرورية خاصة في هذه المرحلة".واضاف ان الولايات المتحدة "تقود تحالفا دوليا لمكافحة الارهاب في سوريا و العراق، ونحن مع الحلفاء في الادارة الذاتية (...) في الخندق الامامي بمواجهة الارهاب ومقاومة شعبنا في كوباني خير دليل على ذلك". واكد ان "اللقاء الاخير في باريس كان ي جو من الصراحة المتبادلة، وكان ايجابيا" مشيرا الى "تبادل وجهات النظر حول اهم المواضيع التي تتعلق بالشأن السوري والكردي". واكد عيسى "التباحث حول خطر الارهاب على شعوب شرق الاوسط و سبل تعزيز التعاون الدولي لمواجهة هذا الخطر". وقد اكدت واشنطن ان الاجتماع مع الحزب الكري لا سابق له رغم انه ليس منضويا في ائتلاف المعارضة السورية. وقال المرصد السوري إن "داعش" شنت ما لا يقل عن 21 هجوما بقذائف المورتر قرب الحدود التركية يوم السبت.وقال عبد الرحمن جوك وهو صحفي في كوباني في مكالمة هاتفية إن القتال هو الأعنف منذ يومين. وتابع قائلا إن القصف اشتد في الساعة الاخيرة وإنهم يطلقون قذيفة كل دقيقتين تقريبا. وأضاف أن مقاتلي "داعش" يستهدفون الجانب الشرقي من المدينة المؤدي إلى بوابة مورستبينار.وتصاعدت سحابة من الدخان الأسود فوق وسط كوباني بعد آخر هجوم جوي فيما سمع أزيز الطائرات المقاتلة في السماء. وسمع دوي إطلاق النيران في غرب ووسط المدينة. وقال نشطاء من المعارضة إن القوات الحكومية السورية قصفت أحياء في دمشق ومحافظة درعا في جنوب البلاد ومحافظة حمص في الوسط. وأضافوا أن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش ألقت براميل متفجرة على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد والتي تقع أيضا على الحدود مع تركيا. ووزع مؤيدو "داعش" ما قالوا إنه مقطع مصور مدته تسع ثوان لطائرة مقاتلة قالوا إن مقاتلي "داعش" حلقوا بها. وكان المرصد السوري ذكر أن الطيارين العراقيين الذين التحقوا بتنظيم "داعش" في سوريا يدربون أعضاء من التنظيم على التحليق بثلاث طائرات مقاتلة -استولى عليها مقاتلو التنظيم- فوق مطار الجراح العسكري شرقي حلب. وقالت القيادة المركزية الأميركية الجمعة إنه لا علم لديها عن استخدام تنظيم "داعش" لأي طائرات في سوريا. ولم يتسن لرويترز تأكيد صحة اللقطة المصورة التي تظهر فيها طائرة تحلق على ارتفاع منخفض.وقالت الأمم المتحدة إن الحكومة اللبنانية خفضت كثيرا عدد اللاجئين السوريين الذين تسمح لهم بدخول البلاد. وقال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس في تصريحات نشرتها صحيفة لبنانية إن لبنان لم يعد بإمكانه رسميا استقبال أي لاجئين سوريين إلا من لديهم احتياجات إنسانية ملحة.
|