سعدون شفيق سعيد
ليس المهم حجم الكتابة النقدية وشكلها الفني او الثقافي .. انما المهم هو حجم الموقف الفني او الثقافي الذي تحتويه وسلامة اتجاهه بما يملكه من طاقة بناء لهذا العمل او ذاك.. ولا نكون مخطئين اذا اعتقدنا في هذا الموقف ـ كشرط لقناعتنا به ـ طبيعة ثقافية وفنية وطنية تفسح الطريق امام هذا النتاج او ذاك لكي يتنفس.. لا ان تكون عكس ذلك لتحاصره لكي يختنق.. والنقد الفني والثقافي الذي نطالب به هو تلك الممارسة الفنية والثقافية التي لا تقتصر على (التصوير بالاشعة دون اجراء العملية) او بالعكس. علما ان مثل هذه الممارسة المطلوبة بموازاة النتاج الاذاعي والتلفزيوني تبدو نادرة ازاء ظاهرة الانطباعات السريعة والمقالة الادبية التي يجري اعتبارها (نقدا) للاعمال الفنية او الثقافية .. وبحيث تبدو امر واحد نقد قصيدة ونقد تمثيلية تلفزيونية او نقد عمل فني او ثقافي في حين ان تلك (النقود) اشتراطات على الناقد لا يمكن التجرد منها بسهولة!. والذي وددت قوله ان غياب الناقد الحقيقي الصادق يؤدي الى فقر مزمن لهذه الوسيلة الفنية او الثقافية .. وان استمرار مثل هكذا فرق وتكريسه كواقع حقيقي يؤذي الحركة الفنية والثقافية.. ولهذا لابد من دعوة جديدة والتي نطالب من خلالها بوجود ناقد او نقاد للنشاط الفني او الثقافي.. الى وجود علاقة بين قضيتين: قضية النقد بحقيقته الفنية او الثقافية وقضية تطوير عملنا ونتاجاتنا.. ليست ضرورية لنا فحسب.. وانما بدونها نفقد احدى الوسائل الهامة لتطوير قدراتنا ولكشف معوقات هذا التطوير.. ويبقى القول: هل نمتلك اليوم مثل اولئك النقاد والذين نعتمد عليهم؟! الجواب: ربما قد لا نجدهم.. وتلك هي مأساتنا!!.
|