المستقبل العراقي / يوسف علوان
احيانا يضطر المرء للذهاب الى المستشفيات الخافرة عند تعرضه لتداعي صحي طارئ او حينما يصاب احد افراد عائلته باصابة جسدية وخاصة الاطفال منهم، سيما في هذه الايام حيث تنخفض درجات الحرارة ما يعرض الاشخاص للاصابة بامراض الشتاء ونزلات البرد مثل الانفلونزا، التهاب الحلق، التهاب اللوزتين والأذن الوسطى، السعال الحاد، التهاب الرئة والربو. واغلب الحالات المرضية تحصل بتسارع دون انتباه الآباء والأمهات لخطورة المرض او يكونون متأخرين فيشتد المرض في الليل، ما يضطرهم الى اللجوء لاقرب مستشفى حكومي خافر. وبالنظر للظروف الامنية المتردية التي نعيشها يعاني الاهل من صعوبة الوصول لتلك المستشفيات لبعدها، وكذلك بسبب الاجراءات المتبعة في بعض السيطرات، وحين تصل الى المستشفى ترى بان اغلب الاطباء من الشباب المتدربين او الطلبة الذين لا يملكون خبرة كبيرة. احد الاباء اخبرني ان لديه طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها الاشهر الخمس احضرها الى احد المستشفيات الخافرة ليكشف عليها الطبيب الخافر بعد ان استمرت بالبكاء لفترة طويلة، وعند الكشف عليها طلب الطبيب بان يصوروا لها اشعة من اجل دقة التشخيص، الا انه صدمني حينما ابلغني اصابة ابنتي بتضخم القلب، فذهبت مسرعا الى الدكتورة المقيمة وكانت صاحبة خبرة وممارسة في عملها، فعرضت عليها الاشعة ، حينها ابتسمت وطلبت مني الهدوء لعدم وجود تضخم بل السبب هو بكاء الطفلة ما ادى الى تشويه صورة القلب في الاشعة، ولولا وجود الطبيبة التي لولاها لحصلت تداعيات اخرى لايمكن تصورها بصرف علاج لتشخيص خاطئ. أم الطفلة شهد قالت: اكثر الاحيان يصعب عليّ الوصول الى المستشفى لبعدها عن بيتنا ، فيما حالة ابنتي المزمنة تتطلب الذهاب باستمرار للمستشفى واحيانا في الليل. واضافت لكني في مثل هذه الاوقات الحرجة ابحث عن صيدلية قريبة لإسعاف طفلتي بالعلاج السابق لها ريثما نذهب الى الطبيب في الصباح! وتابعت حديثها: وفي احيان اخرى اضطر للذهاب لكن المستشفيات الخافرة لا تعطي الدواء الشافي للطفلة بل دواء مسكن فقط ! واذا ما وصف الطبيب الخافر الدواء اللازم لعلاج الحالة، يخبرنا الصيدلي في المستشفى أن الدواء الموصوف غير متوفر حاليا وعلى المراجع أو المريض ان يشتريه من الصيدليات الأهلية في الصباح. أبو الطفل محمد كان يحمله بحنان بعد ان اخذ العلاج وتحسنت حالته، قال لي: الحمد لله طفلي بخير، لكن الطفل الذي بجوارنا تفاقمت حالته الصحية والطبيب احتار في علاجه ما دفعه للاتصال بالطبيب الاخصائي ومساعدته عبر الهاتف. ويتساءل ابو محمد أليس من المفروض وجود طبيب اخصائي له خبرة في الحالات الطارئة لتلافي حصول تداعيات مرضية حرجة للاطفال. كما يبين حصول حالة من الفزع لدى امهات الاطفال الراقدين في الردهة وحصول مثل ما يحصل للطفل الذي تدهورت حالته. وقال ما يقلقني فعلا هو الوصول الى البيت في مثل هذا الوقت، اذ يمكن ان يمنعني رجال الاجهزة الامنية في السيطرات من الوصول الى بيتي بسبب الظروف التي نعيشها. قبل يومين كنت في احدى مستشفيات الاطفال بسبب تعرض طفلي لاصابة مرضية فذهبت الى مستشفى للاطفال، وجدت الكثير من الامهات وهن يحملن اطفالهن لنفس السبب. واضاف اب الطفل سجاد بقوله: لقد قام الاطباء الخافرون من الشباب باداء واجبهم حسب الاصول وبعد ان تناول طفلي الدواء الذي وصفه لنا الطبيب طلب منا البقاء لحين استقرار حالته الصحية. وقد لفت انتباهي الاهتمام الذي اولاه الطبيب والعاملون معه الذين يسهرون الليل ليقدموا للمرضى ما يحتاجونه من خدمات بكل نبل. وتعتقد ام الطفلة ايلاف بان اكثر المواطنين يلجأون في ساعات متأخرة من الليل الى بيوت المضمدين بحثا عن مسكن لما يعانونه او اطفالهم وحتى إنبلاج ساعات الصباح. مؤكدة ان السبب في ذلك لصعوبة الوصول الى المستشفى وعدم وجود صيدليات خافرة وهو ما يرغم المواطنين للاعتماد على المضمد وعلاجاته. في صالات الطوارئ وخاصة في مستشفى الاطفال تجد الكثير من الآباء والأمهات الذين اتوا بأطفالهم للمستشفى بغية العلاج بسبب تداعي حالتهم الصحية كالربو والاسهال وغيرها ومنهم من يتصرف بعصبية وبخوف على طفله، فيجابهه الطبيب بعصبية او الاستهزاء والاستهانة منه، ويلقي اللوم على الاب او الام لحالة الطفل هذا ما تحدث به احد اباء الاطفال في ردهة الطوارئ ،وقال: يفترض بالطبيب المتواجد في فترة الليل ان يكون له خبرة لاستيعاب وتقدير مثل هكذا حالات. وتحسبا لهذه الحالة يجب وجود طبيب اخصائي يشرف على هؤلاء الاطباء الشباب ليعتمدوا على خبرته.
|