المستقبل العراقي/متابعة
يجد كثيرون في فصل الشتاء فرصة للمكوث في المنزل وسط أجواء عائلية، ليقضوا اوقاتا ممتعة برفقة الأسرة وبمزاولة بعض المهارات أو الهوايات مثل مشاهدة الأفلام او القراءة، ما يحقق لهم الدفء والراحة النفسية. هيفاء عبد الرحمن، التي تعشق فصل الصيف تقضيه بالخروج للأماكن المفتوحة والسهر مع صديقاتها وعائلتها في الأماكن المفتوحة، لكن مع قدوم الشتاء تتجنب الخروج من المنزل وتفضل اللمات العائلية حتى أنها تستقبل صديقاتها في البيت وسط أجواء من الدفء في البيت. هيفاء ترى أن الشتاء فصل يغلب عليه الهدوء والدفء وسط أجواء عائلية أو برفقة الأصدقاء داخل أحد البيوت “وليس في أماكن عامة على الاطلاق أو كوفي شوبات أو غيرها”.هيفاء ليست وحدها التي تعتبر الشتاء فصلا “بيتوتيا”، كما وصفت، فأسماء عزيز ترى أن للشتاء ايجابية كبيرة وهي أن أولادها يجتمعون في المنزل ويجلسون معا ويتناولون الأطعمة والمشروبات الساخنة بعد أن يكونوا قد قضوا فصل الصيف كله خارج المنزل أو في رحلات أو سفرات وتمر أسابيع أو أشهر دون أن تجمعهم مائدة طعام أو يتلقوا. تقول أسماء “رغم أنني لا أحب فصل الشتاء الا أنني أعتبره فرصة تجمع أبنائي من جديد ويجلسون في البيت”، متابعة “نجتمع في هذا الفصل ونتشارك الكثير من الطقوس ما يجعلني أشعر بالحميمية والسعادة برؤية افراد الأسرة حولي”. لينا عطيه واحدة أخرى اعتادت أن تجتمع هي وصديقاتها مرة في الأسبوع لتناول وجبة الغداء أو العشاء معا في احد المطاعم، غير أنها في الشتاء لا تخرج بل تقدم هي وصديقاتها على تبادل الدعوات على الغداء والعشاء كل مرة في منزل واحدة منهن، منوهة إلى أن هذه الأجواء البيتية أجمل شتاء من الخروج إلى الاماكن العامة. في حين يعتبر مراد أسعد “طالب جامعي”في هذا الشتاء فصل “الكنكنة”، على حد تعبيره، والذي يعتبره فرصة لإعادة إحياء العلاقات الأسرية وزيارة الأقارب.ويضيف أسعد أنه يفضل في الشتاء أن يجتمع دائماً في المنزل سواء هو وعائلته الكبيرة أو حتى هو وأصدقاءه، مبيناً أن الخروج آخر خيار وربما يذهب مصادفة إلى بعض الأماكن العامة المغلقة.الأجواء البيتية الحميمية والدافئة هي التي تحفز أسعد أن يمكث في البيت، ويجلس مع أسرته ويدعو أصدقاءه، كما يجد متعة في مشاهدة الأفلام. اما السيدة أمل شاكر فتجد في فصل الشتاء فرصة للراحة والاسترخاء في البيت وتعد خطة لإنهاء قراءة بعض الكتب والروايات.تقول أمل “ما إن يبدأ الشتاء حتى أميل للبقاء في البيت وأقرأ يوميا في كتاب، وأتبادل الحديث مع العائلة، وأجلس على الكمبيوتر او جهاز المحمول الخاص بي وأتواصل مع صديقاتي”. الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي يرى أن أجواء وفصل الشتاء وما يتخلله من برودة ومنخفضات جوية وأمطار والتزام داخل البيوت بعدم الخروج هذا كله يؤدي الى تجمع كل أفراد الأسرة في مكان واحد. ويتابع الجميع يلتف حول المدافئ، حيث الدفء وسيلة جذب لأفراد الأسرة، وهذا بدوره، يقرب بينهم ويجعلهم يشتركون في الأحاديث، ويأكلون معا ويحتسون المشروبات الساخنة، في جلسات حميمية. كما أن، الخوف من الخروج بشكل متكرر في الأجواء الباردة، وفق خزاعي، يجعل كثيرين يميلون للبقاء في البيوت، خشية التعرض للأمراض، فضلا عن أن ارتيادهم للأماكن في الشتاء غالبا ما يكون الخيار للمغلقة التي تزدحم بالرواد وتمتلئ بالدخان. ويرى خزاعي أن الشتاء فرصة لإحياء العلاقات الأسرية المنقطعة، وتواصل أفراد العائلة مع بعضهم، حيث يقرب هذا الفصل أواصر المحبة والتعاون.
|