المستقبل العراقي /متابعة
يتعرض محمد في الفصل الدراسي الأول له في الجامعة لمواقف محرجة كثيرة في البداية، وخصوصاً من الطلبة المتقدمين في المرحلة الدراسية، ويذكر أن الطلاب الأكبر سناً يسخرون من “السنافر” طلاب السنة الأولى ويتهكمون عليهم، وأن نسبة قليلة من الطلبة يقومون بمساعدتهم وإرشادهم إرشادا صحيحا. على عكس ميساء التي تقول أنها أحبت الفصل الأول لها في الجامعة، بخاصة وأنها حاولت تحقيق ذاتها وزيادة علاقاتها الاجتماعية مع زملائها وزميلاتها من أول يوم لها في الجامعة.أما أسامة عزيز سنة ثالثة يقول أنه يستغل براءة السنافر و يسخر منهم من خلال مقالبه ونكاته. فيحاول أن يضع لهم تعليمات وقواعد لا أساس لها من الصحة كأن يجبرهم على خلع أحذيتهم على أبواب الكلية أو أبواب بعض القاعات. وإذا سألوه عن موقع معلم من معالم الجامعة يعطيهم إرشادات خاطئة وبعيدة جدا عن الموقع الذي يريدونه. بينما تعد منى الفصل الأول لها في الجامعة ذكرى تعيسة ومحرجة، فقد تعثرت في أول يوم دوام لها على الدرج و ضحك عليها الطلاب فأصابها الإحراج. و تقول “كلما مررت من جانب هذا الدرج أتذكر الموقف السيئ في أول يوم لي.”أم سامي والدة الطالبة هبة حضرت مع ابنتها لتسجل في الجامعة، وسرت عندما دخلت إلى الجامعة ورأت طريقة التعامل الراقية، والاهتمام الزائد بالطلبة الجدد وأنها لم تعاني أبدا في التسجيل لوجود لافتات ولوحات ترشد إلى طريقة التسجيل. ويقول احد رؤساء الاقسام في الجامعة :” إن الجامعة تكون فرقا طلابية تقوم بإرشاد أولياء الأمور والطلبة، وعمل لوحات إرشادية تتضمن مواعيد التسجيل وإجراءاته، والأوراق الثبوتية المطلوبة،. وتقيم الجامعة عند استقبال الطلبة الجدد محاضرات تعريفية بمرافق الكلية ووضعها، والتعريف بأعضاء هيئة التدريس، وتعليمهم الفرق بين أجواء المدرسة والجامعة. وتقوم الجامعة بتكليف المدرسين بالتركيز على الجانب التثقيفي وتهيئة ذهنية الطالب الجديد من عالم لآخر، ووضعه أمام مسؤولياته وواجباته. ويركز المدرسون والمرشدون في المحاضرات الأولية على تهيئة الطلاب نفسيا وعمليا للبيئة الجديدة وتوعيتهم. ويركز :” على أن الاستقبال الأول والحسن هو الأهم لدى الطالب الجديد، فلا بد أن يكون له وقع كبير و إيجابي في نفس الطالب، حتى لا يتخوف الطالب من التغيير. أما عميد الشؤون الطلابية فيقول: “يتم الإرشاد من خلال عمادة شؤون الطلبة عن طريق استحداث مراكز لاستقبال الطلبة من منتصف الفصل الصيفي، و يتولى مهمة تقديم كل الخدمات اللازمة للطلبة وذويهم من حيث إرشادهم للتخصصات المناسبة، وتوجيههم للمرشدين الاكاديميين في الكليات. وتوفر لهم الجامعة جولة مبكرة في الجامعة تشتمل على: التعرف إلى مرافق الجامعة الأساسية، وبوجه خاص المرافق الخاصة بالنشاطات الطلابية والمكتبة والخدمات والمختبرات ومقاهي الإنترنت. وتعنى الجامعة بتزويد الطلبة المستجدين بحقيبة تشتمل على دليل الطالب وهو يضم كل ما يهم الطالب في حياته الجامعية المنهجية واللامنهجية، إضافة إلى جريدة خاصة بالمساقات المطروحة في الجامعة وبعض الهدايا التذكارية التي تهدف إلى توثيق العلاقة منذ اللحظة الأولى بين الطالب و الجامعة و ترسيخ مشاعر الإنتماء. ويفيد غسان عبد الخالق أنه بعد أن يستقر الطلبة في التخصصات وينتظمون في المحاضرات تحرص الجامعة على إجراء اللقاءات بين رئيس الجامعة وسائر الإدارات المعنية من جهة و الطلبة من جهة أخرى للوقوف على ملاحظات و مطالب الطلبة المستجدين. و الهدف من تلك اللقاءات تقييم الجامعة. و يقول أيضاً أن هناك لقاءات تتم بين عمداء الكليات والطلبة ويتم توجيههم وتثقيفهم عن الامتحانات والدراسة الجامعية والسحب والإضافة. من جهته، يبين اختصاصي علم النفس الدكتور جعفر الربيعي أن تهيئة الطالب نفسيا لجو الجامعة الجديد يكون من الأسرة والجامعة معاً. حيث يكون للأسرة دور كبير في توعية الطالب وأنها مرحلة جديدة في حياته. فعلى الأسرة إعطاؤه فرصة في اختيار التخصص، و اختيار الجامعة التي يريدها ويرتاح لها، وتشجيعه على بناء الصداقات والتفاعل مع زملاؤه، و على الأسرة توفير الاحتياجات الأساسية، وحثه على الاستفادة من مصادر الجامعة العلمية. ويؤكد أن ثقة الأهل بأبنائهم لا تلغي رقابتهم على السلوك التربوي والاكاديمي للمحافظة عليهم وحمايتهم من رفاق السوء. وأما عن الأنماط السلوكية للطلبة الجدد وخاصة الذين يأتون من بيئات محافظة جدا و تقليدية فيقول الدكتور الربيعي أن هذا الطالب لديه موروث ثقافي ولا يمكن أن يتغير سلوكه بين يوم و ليلة، أي أنه قد يحدث لديه تغيير في الأفكار والإتجاهات. وأن هذا الاختلاط يمكن أن يكون إيجابي أكثر منه سلبي.و ينصح الربيعي الطالب الجديد بقراءة الأنظمة والقوانين والتعليمات التي تصدرها الجامعة، والإقبال على الجامعة للاستفادة والمعرفة، وأن لا يقتصر دوره على التلقي بل عليه التفاعل وممارسة الأنشطة، والاستفادة من العلاقات الاجتماعية، والتعرف إلى أنماط الحياة، و ضرورة حضور المحاضرات، الفهم والناقشة أكثر من الحفظ، والنقد الفعال مع التزام حدود اللباقة والكياسة في التعامل مع الأساتذة في الجامعة. والمراجعة الأسبوعية لجميع المحاضرات، حتى لو لم تكن هناك امتحانات.
|