سعدون شفيق سعيد
في الزمن الذي مضى وقبل ظهور التلفزيون في العراق كانت العوائل العراقية تجد ملاذها في صالات العرض السينمائي لمشاهدة الافلام السينمائية.. ويومها كانت الافلام المصرية في مقدمة الالام التي تبحث عنها العوائل.. وتاتي الافلام الهندية بالمرتبة الثانية.. ثم الافلام الاجتماعية الايطالية وافلام الكاوبوي.. الى جانب ذلك كانت هناك شريحة مدمنة على مشاهدة الافلام البوليسية وافلام الرعب ومنها افلام المخرج (هتشكوك) وهنا لابد من الاشارة ان صالات العرض السينمائي المتجمعة في العاصمة بغداد وفي الوقت الذي تعتني به في اختيار افلامها.. كانت ايضا تعتني بصالاتها وتاثيثها وديكوراتها.. حتى ان صالة سينما الخيام وعند افتتاحها فاجأت روادها بلوحة تشكيلية ماخوذة عن (رباعيات الخيام) قام برسمها فنان ايطالي رسمها على جانبي الصالة من الداخل وبالحجم الكبير.. وبالوان تتناغم مع الاضواء او حتى مع الاضواء الزرقاء الخافتة.. وكل ذلك بالطبع من اجل اضفاء الراحة لرواد تلك الصالة وما ان اتى التلفزيون حتى انحسرت تلك العوائل شيئا فشيئا عن الحضور لصالات العرض السينمائي.. حتى شمل الاهمال كل تلك الصالات.. وباتت تغلق ابوابها وتتحول يوما بعد اخر الى محال اخرى بعيدة كل البعد عن الفن السينمائي.. ولم يعد للوحة (عمر الخيام) من ذكر !!. وضاعت الديكورات وتمزقت الكراسي وتعطلت اجهزة التدفئة والتبريد وانعدمت النظافة وازدادت الرطوبة والروائح العفنة.. ولتكون هذه المرة ملاذا يأوي اليه العاطلين والسكارى والمكبسلين والبعض من الشواذ وخاصة بعد ان بات الحضور ( من الصباح وحتى العصر) وببطاقة واحدة ولمشاهدة اكثر من فيلم في ان واحد تتخللها بعض الافلام المسماة بالثقافية او الرومانسية بعد غياب (الرقابة والرقيب)!! واليوم من النادر ان ترى صالة عرض سينمائية في بغداد تحديدا سوى ثلاث صالات فقط!!.
|