سعدون شفيق سعيد
ربما نكون مع القول القائل بان المسرح ايام زمان كان لا يقدم التفاهات الا ما ندر من خلال المواضيع التي كان يتناولها في تلك الفترة بالذات.. وحينما كان المسرح العراقي يزخر بمثل تلك الموضوعات المكررة في بداياته.. والتي لا زالت الكثير من ذبالاتها باقية لحد اليوم هنا وهناك.. سواء في بغداد العاصمة او في بعض المحافظات.. الا انها لم تعد من سمات مسرحنا على العموم في الوقت الحاضر. ولكن حقيقة القول ان مسرحنا اليوم حري بنا ان نتلمس ابرز علاماته.. ونتدارس ما عرضته مسارحنا خلال المواسم الاخيرة على الاقل.. حتى نتمكن من تحديد السمات السائدة في المسرح العراقي.. لان التشخيصات الخاطئة تؤول الى الانزلاق النقدي.. وبالتالي ياتي التشخيص في غير مكانه.. ومما يؤثر على مسارات الحركة المسرحية في العراق عموما!!. ولكن الذي لابد ان يقال ان المسرح العراقي اليوم يكاد ان لا يكون له وجود يذكر.. والدليل ان مسارحنا الجادة لاماوى لها سوى المسرح الوطني ومنتدى المسرح اما المسارح الاخرى والتي كانت عامرة في الزمن الجميل فلا مكان لها في الوقت الحاضر.. وتاكيدا لكلامنا والى ما ذهبنا اليه ان هناك اكثر من عشر مسارح كانت تعمل يوميا وتقدم من خلالها العديد من المسرحيات التي تتواصل لاسابيع او اشهرا او حتى سنوات.. وما ان ينتهي اي عرض المسرحية ما.. حتى تتقاطر على ذلك المسرح العديد من الفرق المسرحية الجاهزة لتقديم عروضها وبتسابق ملفت للانتباه واذا ما تعذر ذلك فانها تلجأ لايجاد وانشاء مسرح اخر بديل يضاف لتلك المسارح العشر كي لا يتوقف نشاطها فترة طويلة.. وان اقتضى الامر فانها تشد الرحال الى المحافظات الاخرى كي تكون ضيفة على مسارحها ولايام وحسب ما تقتضيه ظروف العرض المسرحي.. والتساؤل المشروع: اين نحن اليوم من ذاك الكم من المسارح في بغداد والمحافظات ومن تلك الفرق المسرحية المتنافسة طوال العام؟!.
|