سعدون شفيق سعيد
عذرا لانني اعود بالحديث عن الاغنية العراقية مرة اخرى.. لانها اليوم باتت تعيش في استرخاء وسبات شأنها شان كافة النشاطات الفنية الاخرى.. من موسيقى وتشكيل وتمثيل وسينما وغيرها من الفنون الاخرى. وكمثال على ذلك الاسترخاء والسبات اننا في الموسيقى لا نمتلك سوى فرقة سمفونية واحدة واخرى في الظل.. وكلتاهما لا يقدمان سوى حفلات موسمية ما بين فترة واخرى.. وفي مقابل ذلك ليست لدينا اية فرقة موسيقية كتلك الفرق التي كانت تقدم نتاجاتها الاسبوعية من خلال شاشة التلفزيون والاذاعة وعبر كل تلك المقطوعات التي ترتقي بالذائقة الموسيقية الى المصاف الذي نبتغيه.. وخاصة اذا ما تمازجت في تلك المقطوعات والالحان التراثية المعروفة!؟ ثم.. اين المعارض التشكيلية؟ انها اليوم لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة والقابعة في قاعات خالية من الجمهور الا ما ندر.. علما بان ذلك الذي (ما ندر) يبغي البعض منه الظهور امام عدسات التلفزة ليس الا..؟! واما التمثيل فحدث بلا حرج.. لان الكثير من الممثلين قد انزوى بعيدا عن المسارح.. ولم يبق الا البعض الذي يزاول البعض منه.. او بالاحرى الكثير منه (الضحك على الذقون) او (الضحك على الانفس) حتى باتت اسماءهم واشكالهم معروفة لدى الرواد الذين يبغون الاعمال التجارية والتي لا تخلوا من (الجواري الحسان) !؟ واما السينما العراقية.. فقد اختفت منذ زمن بمراسيم توديعها وحمل (نعشها) الى دون رجعة !!. تلك هي حال الفنون في بلادنا.. وليست كما يقال انها باتت تضاهي الفنون في العالم العربي وحتى الاجنبي.. وبمعنى ان الفن في العراق تمسك (بشماعة) الاوضاع الامنية.. متناسيا ان مثل هكذا اوضاع تستوجب المزيد من النتاجات التي تتواكب مع المرحلة التي يمر بها العراق اليوم.. وليس الجلوس على التل!!.
|