التحليل السياسي / غانم عريبي
لايمكن ان تتحقق المصالحة الوطنية بالبيانات الختامية والكلام الكيميائي عن المسؤولية الوطنية وكاننا في حفلة شعرية ولسنا في اطار من المسؤولية الوطنية!. ان «السنة العرب» هم اهلنا واخوتنا ولا يمكن بحال ان يمثلهم انصاف الوطنيين من امثال عدنان الدليمي الذي كان منزله وكرا داعشيا لقتل العراقيين قبل ان تتشكل داعش بعشر سنوات! ان التمثيل الطائفي لا يمكن ان يرقى الى التمثيل «المجتمعي» ونحن في التجربة السياسية الحالية معنيون بالتمثيل المجتمعي وامثال الدليمي الذي يصر على الروح الطائفية وهي تسري في هشيم المحنة الحالية لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يرتقي بالتمثيل الوطني الى ما يعزز الموضوعية في النقاش وينفذ الحدود الاخلاقية في مجتمع يزحف نحو الحرية بخطى متثاقلة!. ان المؤتمر الاخير في اربيل لم يحقق المصالحة لانه منذ اللحظة الاولى لعقده اصر على «فرض» المصالحة فرضا على المكونات التي تقاطعت «وطنيا» مع امثال الدليمي وعناصر قيادية في شبكات ارهابية سابقة واظن ان الادارة الامريكية لم تحسن «كما في كل مرة» ادارة الازمة العراقية وهي تعقد المؤتمر في اربيل وليس في بغداد وتصر على اعتبار هؤلاء القتلة تيارات قيادية واطراف حزبية وسياسية وطنية وهم الذين شكلوا واسسوا واستلهموا «التطرف والتكفير» آلية حكم وأسلوب ادارة للازمة السياسية التي انفتحت على الساحة العراقية عشية انعقاد اول جلسة لمجلس الحكم الانتقالي في بغداد عام 2003!. ان المصالحة الوطنية التي يحتاجها الشعب العراقي لا تلتقي باي حال مع نهج الجماعات «الداعشية» التي حضرت المؤتمر وهي حاولت وتحاول ان تسوق لداعش بشكل غير مباشر من خلال فرض اجندة واشخاص والتطلع لبرنامج في ادارة الدولة العراقية منسجم مع الاجندات الممولة لمشروع الطائفية السياسية!. لن ابرىء الممول العربي في تمويل مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد في اربيل بدليل ان الذين حضروا لم يتحدثوا عن الدولة العراقية والدعم الذي يفترض ان يقدم لحكومة العبادي وهي حكومة باركتها الولايات المتحدة الامريكية والمجتمع الدولي والمجامع الفقهية العربية والعراقية والمرجعية الدينية..هذا الدعم غاب في الجملة الطائفية التي تحدرت من افواه القادة الذين حضروا المؤتمر وارادوه مؤتمر القادة السنة وليس مؤتمر»المصالحة الوطنية». ليس امامنا الا الايمان بالمصالحة الوطنية قولا وعملا ولا يمكن الوصول الى هذه النتيجة الموضوعية الا باستثمار اجواء الحكومة الحالية والفرصة التاريخية في محاربة داعش من اجل الانطلاق الى الهدف المحوري ولا محوري الا التصالح مع الطائفة والضمير والامة ولا مصالحة مع الطائفيين والمردة ممن يتقنون اللعب على الحبال والتآمر على السيادة والوحدة الوطنية. ما يجري في العراق هو التخفي وراء الطائفة لتنفيذ اغراض سياسية وليت السياسي «السني» مخلصا مع شعبه وناسه وليأتني هذا السياسي بدليل واحد يقول ان الاخلاص هو الذي قاد القادة السنة مثلا في سرقة الاموال المخصصة لمخيمات النازحين او سرقة الاموال المخصصة لاعمار المناطق المنكوبة او الاموال التي دفعتها الحكومات العراقية لتسليح العشائر سواء كتائب الصحوات او الكتائب الوطنية الحالية. ما اود قوله هنا ان هنالك من يتاجر بالسنة «الاهل والنفس» للتنفيس عن اهداف طائفية شخصية او عربية بتمويل خليجي او عربي لتمزيق الوحدة الوطنية العراقية لكيلا تقوم للعراق قائمة بعد داعش!.
|