عبدالله المحسن
حتى الآن لم يخرج أدب يؤرخ هذه المرحلة بطريقة شاملة، إننا نجد في بعض الأعمال لمحات لما يحدث في هذا الوقت. يجب إعادة النظر بعد كل هذه السنين من المطالبات بالحرية، هل سنعود لزمن الشحّ الثقافي بعد أن كانت بلداننا زاخرة وهي موطن للثقافة في زمن ماض؟ إننا للأسف نرى ذلك من خلال بعض الحكومات العربية التي تهاجم الثقافة رغم محاولة الإنجاز من المثقفين والكتّاب، إن الذي يحسب للثقافة في آخر السنين هو زيادة الوعي لدى القارئ بالخطر الذي تواجهه الثقافة. إننا، ربما، في زمن التحديات ما بين تطوّر الثقافة وحريتها وتزمّت الرقابة، وحتما ستنتهي هذه الحرب، هناك الملتقيات الأهلية تجاه المؤسسات الثقافية الحكومية والتي لا تلقى رواجا أو حتى تؤدّي دورا فعالا تجاه الثقافة الحقيقية، وذلك ما تقوم به الملتقيات الأهلية حيث تبدو واجهة للثقافة في بلداننا العربية، لكن السؤال هل ستصمد هذه المنتديات والمهرجانات التي تقام خارج مظلة المؤسسات الحكومية في وجه التشديد الذي يزداد من الرقابة؟ لربما رأينا مواجهة أكبر من الرقيب تجاه الثقافة الجديدة التي تأتي حرّة من الشارع بعد الربيع العربي، خوفا من أن تكون الثقافة الجديدة بداية لانفتاح أكبر يحمله المثقفون الذين يطالبون بمطالب شعبهم. في ما يتصل بكتابة المرأة، هناك أسماء أعلام، نلتفت لها في كل مرة، وهي من تتسيّد المشهد غالبا، قليلا ما كنا نرى تجارب جديدة، ورغم ذلك لم تصل أغلب التجارب النسائية إلى المستوى المأمول حتى من الأسماء التي تتسيّد المشهد النسوي.أفضل ما قرأت هذا العام: “اللاطمأنينة” لبيسوا،”وحدها شجرة الرمان” لسنان أنطون، “خسارة كل شيء” لدونالد هول، “عظمة أخرى لكلب القبيلة” لسركون بولص. ولو كان من المطلوب أن أحدّد، لا أعتقد أنه يمكن لي، تسمية أفضل خمس روايات، والسبب أننا نفتقر لموطن ثقة القرّاء سواء كان هذا الموطن جائزة ما أو إحدى الجرائد، بل أصبحنا نفقد الثقة ببعض المؤسسات الثقافية التي كان يعوّل عليها سابقا.أخيرا، لا أعتقد أنه بالإمكان الحديث عن مسرح عربي هذا العام، والسبب عدم تركيز المؤسسات الثقافية على جانب المسرح فنحن لا نرى مهرجانا ضخما للمسرح كما نجد للسينما أو الأفلام القصيرة، سوى بعض المحاولات في البحرين أو السعودية.
|