المستقبل العراقي / متابعة
يعد جبل “فوجي” باليابان أحد أجمل الجبال في العالم، وجبل فوجي أو كما يطلق عليه “فوجي سان” يتسم بتساوي جوانبه وانتظامها وبتناسب شكله المخروطي، ويبجل اليابانيون هذا الجبل باعتباره موقعا مقدسا منذ زمن موغل في القدم. وهذا الجبل الياباني الشهير، الذي يبلغ ارتفاعه 3776 مترا ويقف كرمز قوي لهذه الدولة التي تقع في أقصى الشرق، يعد مألوفا لدى الأوروبيين بصوره ذات الظلال. ولا يعرف الكثيرون خارج اليابان أن معظم أجزاء الأرخبيل الياباني تتكون من مناطق لتسلق الجبال، وفرض على زوار اليابان أن يشاهدوا فقط المدن لأنها المناطق التي توجد بها المطارات، بينما تتجه كتب الإرشاد السياحي إلى التركيز على المناظر والمعالم في مدن مثل طوكيو وكيوتو ونارا، ونتيجة لذلك يظل كثير من السياح غير عالمين بوجود مناظر ريفية خلابة باليابان. وتكتمل روعة هذه المناطق الريفية ذات الجمال الطبيعي المتفرد بمناظر تذهل الألباب لسلاسل الجبال والبحيرات وبمساحات واسعة من الغابات، وهي تقع غالبا بالقرب من مراكز سكانية كبيرة.ويقول هيديو كوشيجايا إن الجبال تشكل حياة السكان المحليين على أسس يومية، مضيفا أن الأشخاص الذين يوقّرون هذه الجبال بدؤوا في الصعود إليها منذ مئات الأعوام، وتصطف أضرحة ومعابد ديانة الشنتو المنتشرة في اليابان على قمم جبل فوجي حيث تنظر هذه الديانة لهذا الجبل على أنه مكان مقدس.ويتدفق آلاف الأشخاص على أعالي جبل فوجي سيرا على الأقدام، وبالنسبة إلى الأشخاص الذين لا يريدون السير وسط الزحام يولون أنظارهم باتجاه الجبال اليابانية، فهناك توجد العديد من المناظر الصخرية الرائعة التي تتمتع بالكثير من القمم وتعلو بارتفاع 3000 آلاف متر أو تزيد وتعد معلم جذب لهواة رحلات المشي وسط المرتفعات ومتسلقي الجبال وغيرها من الأنشطة الترويحية والرياضية التي تمارس في الهواء الطلق. تتيح المنطقة جوا هادئا يسوده الاسترخاء يحفل بالغابات والشلالات وأوجه الأجراف بينما يظل الجليد باقيا في بعض المناطق على الأرض طوال العاموتتيح المنطقة جوا هادئا يسوده الاسترخاء يحفل بالغابات والشلالات وأوجه الأجراف بينما يظل الجليد باقيا في بعض المناطق على الأرض طوال العام، ويفضل كثير من الزوار الاتجاه مباشرة نحو “كاميكوشي”، وهذه المساحة المرتفعة من الأرض تحيط بها قمم سلسلة جبال “هوتاكا رينبو”، وهذه المنطقة وهي محمية طبيعية تؤوي أعدادا من الماعز البرّي وأسراب الفراشات، وتمكن رؤية أسماك السلمون المرقط وهي تسبح في المياه الصافية بالجداول. وقد لا تكون الجبال اليابانية بنفس ارتفاع كثير من الجبال بمنطقة الألب الأوروبية ولكن لا يجب التقليل من حجم التقدير لها، ويمكن حدوث تغيير فجائي في حالة الطقس فوق الجبال مما قد يسبب بعض المشكلات حتى بالنسبة إلى متسلقي الجبال ذوي الخبرة وتحدث عدة وفيات في هذه المنطقة كل عام. وتعدّ الدببة من بين معالم المناطق النائية من سلسلة الجبال اليابانية، وتحذّر اللافتات المعلقة عند بداية ممرات المشي الزوار من المخاطر المحتملة التي قد يواجهونها، كما أن القرود التي تتجول بحرية في المكان يمكن أن تكون حيوانات غير مرغوب فيها، وأفضل طريقة لتجنب تطفل القرود هو إخفاء الأطعمة بشكل آمن، ومن المرجح أن يلتقي الزوار بهذه المخلوقات وهم في طريقهم إلى “أوكوهوتاكادكي”. وثمة مجالات كثيرة لممارسة رياضة تسلق الجبال في اليابان، وإلى جانب التسلق الحر والتسلق التقليدي بالحبال توجد فرص للمشاركة في فن تسلق مياه الشلالات صعودا إلى منبع النهر وهو الفن المعروف باسم “سوانوبوري”، ويمكن العثور على أحد الطرق الأكثر تحديا وشهرة لممارسة هذا الفن في منطقة “تاننجاوادكي” على ارتفاع 1977 مترا، وتتسم جوانب الصخور في هذه المنطقة بأنها انزلاقية وشديدة الانحدار كما يقول كوشيجايا، وقد لقي 780 شخصا مصرعهم في هذه المنطقة منذ أول استكشاف لها في فترة الثلاثينات من القرن الماضي. ويتوجه كثير من اليابانيين إلى قمم جبل فوجي خلال أشهر الشتاء غير أنه يجب على الزائر أن يستعد جيدا لمواجهة التقلبات الجوية، وعلى سبيل المثال يمكن أن تنخفض درجة الحرارة في منطقة “هوتاكي” لتصل إلى 30 درجة تحت الصفر كما يمكن أن يصير البرد قارسا فيها حتى في فصل الخريف، ويتيح كوخ “كاراساوا” الجبلي ملجأ من الظروف الجوية القاسية وهو مثله في ذلك مثل الأكواخ المثيلة في اليابان يتمتع بأثاث نظيف وبجو من الراحة والحميمية.تكتمل روعة هذه المناطق الريفية ذات الجمال الطبيعي المتفرد بمناظر تذهل الألباب لسلاسل الجبال والبحيرات وبمساحات واسعة من الغاباتويبدأ الجزء الشاق من عملية التسلق بعد ليلة من النوم المريح، ويستهلك الصعود إلى الكوخ التالي قدرا وافيا من الطاقة قبل أن يحين الوقت لإقامة خيمة على إحدى المساحات الضيقة بين الصخور، ويستحق الأمر النهــــوض مبكرا في الصباح التالي للتمتع بالمنظر الخلاب لشروق الشمس عبر الجبال، ومن هنا يتعيّن على المتسلقين أن يتحسسوا خطواتهم على الصخور وعلى طول الممرات الضيقة جيدا قبل الوصول إلى “أوكهوتاكادكي” أو القمم الأخرى.
|