رحيم شامخ
أبلغت الولايات المتحدة الامريكية الحكومة العراقية بشكل رسمي، أنها لن تسلم الدفعة الأولى من طائرات F-16 المقاتلة إلى بغداد وفقا لما كشفه مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية يوم أمس
وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قد وقع اتفاقا مع شركة لوكهيد الامريكية لصناعة الطائرات الحربية لشراء 36 طائرة عسكرية من طراز F-16 كجزء من صفقة أسلحة بقيمة 12 مليار دولار لغرض تعزيز القدرات الدفاعية للجيش العراقي. وقال المصدر ان وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) أبلغت الحكومة العراقية انها ترفض ارسال الطائرات المقاتلة الى العراق بسبب عدم وجود الحماية الكافية لها في القواعد العسكرية العراقية والمطارات مما يزيد من خطر وقوع هجمات من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ضدها. كما رفضت الولايات المتحدة اقتراح العراق بوضع الطائرات في قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين بسبب وجود عدد كبير من المجموعات المسلحة الموالية لإيران في القاعدة. وقال النائب محمد الجاف ان “الولايات المتحدة ما تزال ملتزمة باتفاق الأسلحة الموقع مع العراق ولكن يعتقد أن الوضع الحالي غير مناسب للعراق لامتلاك طائرات مقاتلة من هذا القبيل وأن الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي كافية لحماية بغداد من هجمات تنظيم داعش”، وأضاف ان “45 طيارا عراقيا مازالوا تحت التدريب في قاعدة ولاية اريزونا الامريكية”. وكان تسليم هذه الطائرات التي تم التعاقد عليها عام 2010 قد تأجل عدة مرات، فبحسب الاتفاق المبرم بين الحكومتين العراقية والأمريكية يفترض ان يبدا تسليم هذه الطائرات بعد اربع سنوات من توقيع الاتفاق على ان تسلم طائرتان كل شهر ابتداء من شهر أيلول 2014 الى ان يتم الانتهاء من تسليم جميع الطائرات ال 36 في نهاية العام 2015. وقد تنوعت الحجج المطروحة لتأجيل ارسال الطائرات الى العراق من عدم جاهزية البنية التحتية للقواعد الجوية العراقية الى الحاجة الى تدريب الطيارين العراقيين على استخدام هذه الطائرات وانتهاء بقدرة العراق على تامين سلامة هذه الطائرات. ثم عاد الناطق باسم البنتاغون العقيد ستيفن وارن ليصرح في العاشر من شهر تشرين الثاني الماضي بان ارسال الطائرات الى العراق سيبدأ من شهر كانون الأول الحالي بواقع 3 طائرات كدفعة أولى ثم طائرة واحدة كل شهر الى حد شهر أيار بمجموع يصل الى 8 طائرات. من جانب اخر قالت وكالة اسوشيتد برس في نبأ لها من واشنطن ان إدارة أوباما وافقت على بيع 175 دبابة أمريكية نوع أبرامز إلى العراق في صفقة تقدر قيمتها بنحو 2.4 مليار دولار. ويقول بيان صادر عن الحكومة الامريكية ان صفقة الدبابات ستساعد العراق على (التعبئة السريعة والدفاع عن حدوده) وتظهر التزام الولايات المتحدة لمساعدة العراق في الدفاع عن نفسه. وقدتم ارسال الاتفاق الى الكونغرس الأمريكي يوم الجمعة للمصادقة عليه. وتقول وكالة التعاون الامني الدفاعي الامريكية ان صفقة الدبابات مع العراق تشمل المعدات وقطع الغيار والدعم اللوجستي، وان مدة التسليم ستستغرق خمس سنوات لاكمالها. ويذكر ان الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد وافق على ارسال أكثر من ثلاثة آلاف جندي أمريكي الى العراق لمساعدة القوات العراقية في الحرب ضد تنظيم داعش واجراء تدريب للوحدات العراقية في عدة قواعد عسكرية في العراق. إضافة الى شن غارات عسكرية يومية على مواقع تنظيم داعش الإرهابي في كل من العراق وسوريا. ويذكر ان العراق والولايات المتحدة كانا قد وقعا في العام 2008 اتفاقا للتعاون الاستراتيجي بين البلدين ينص في جانبه الأمني على انه في حالة نشوء أي خطر خارجي أو داخلي ضد العراق أو وقوع عدوان ما عليه من شأنه انتهاك سيادته أو استقلاله السياسي أو وحدة أراضيه أو مياهه أو أجوائه أو تهديد نظامه الديمقراطي أو مؤسساته المنتخبة يقوم الطرفان بناء على طلب من حكومة العراق بالشروع فوراً في مداولات استراتيجية، وفقاً لما قد يتفقان عليه فيما بينهما، وتتخذ الولايات المتحدة الاجراءات المناسبة والتي تشمل الاجراءات الدبلوماسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو أي اجراء اخر، للتعامل مع مثل هذا التهديد.
|