المستقبل العراقي/ فرح حمادي
مازالت خطورة الوضع الأمني قائمة بمحافظة الانبار في ظل الهجمات المتكررة التي يقودها تنظيم” داعش” على عدد من المدن ومحاصرته مدن أخرى, وسط أنباء تفيد بمهاجمته ناحية البغدادي المضطربة منذ فترة, بأسلحة تحمل “غاز الكلور”. وفيما ذهبت الحكومة المحلية في الانبار باتجاه خيار”التريث” بقرار عودة النازحين من ناحية الوفاء في الرمادي التي حررتها القوات الأمنية قبل أيام, توعد وزير الدفاع باستعادة جميع الأراضي التي اغتصبها الارهاب. وبحسب مصادر أمنية, فأن الحي السكني بناحية البغدادي تعرض إلى قصف عنيف من قبل عصابات تنظيم داعش بعدد كبير من الهاونات المحملة بغاز الكلور”. وكانت هذه العصابات قد استخدمت “غاز الكلور السام” أكثر من مرة خلال الفترة الماضية في الانبار وأبرزها كان في حادثة”مجزرة السجر” التي راح ضحيتها مئات الجنود من الجيش العراقي الذين حاصرهم التنظيم وقتها جراء نفاذ السلاح والذخيرة, فضلا عن حوادث أخرى كان بعضها في ناحية الضلوعية بمحافظة صلاح الدين. وأضاف المصدر, أن “الناحية تتعرض أيضا لهجمة شرسة وحصار دام أدى إلى شح كبيرة بالمواد الغذائية وخاصة مادة الطحين وحليب اﻻطفال، مما أسفر عن وفاة أكثر من 4 أطفال”. وبين أن “المدينة تعاني من انقطاع تام للماء كون مضخات مشروع الماء تقع على ضفاف نهر الفرات وانتشار قناصة داعش حال دون وصول موظفي دائرة ماء البغدادي بعد سيطرتهم على المناطق المجاورة لجبة والبغدادي من ناحية الجزيرة”. وأكد المصدر الأمني أن “آمر لواء 27 مشاة محمد العبيدي التابع لقيادة الفرقة السابعة تمكن مع القوة المرافقة له من تدمير دبابة معده للتفجير فخخخت لتدمير أخر جسر في جبة وعدد من السيارات الدفع الرباعي وقتل من فيها”. وسبق لـ”المستقبل العراقي” أن حذرت عبر تقارير صحفية, من امتلاك “داعش” لأسلحة كيماوية استحوذ عليها من منشات نووية تعود لزمن نظام القبور صدام حسين, فضلا عن التي يقوم بتصنيعها خبراء بريطانيين وأمريكان يعملون ضمن التنظيم الإرهابي. بدوره, قال وزير الدفاع خال العبيدي خلال تفقده ,مساء أمس الثلاثاء, قاعدة عين الأسد في محافظة الانبار وقيادة عمليات الجزيرة والبادية, انه “سيعمل على تذليل جميع المشاكل الخاصة بأبناء العشائر خاصة موضوع تسليحهم مشيداً بدورهم الساند لقواتنا المسلحة في حربه ضد الإرهاب”, مؤكدا إن “وزارته عازمة على استرداد كل المواقع التي تمت السيطرة عليها من قبل مجاميع داعش الإرهابية في وقت سابق” وبحسب بيان لوزارة الدفاع, فأن “الوزير ناقش مع الضباط سير العمليات العسكرية ضد الإرهابيين”. في الغضون, قال مجلس محافظة الانبار ، إن القوات الأمنية بحاجة الى 10 ايام للسماح للعوائل النازحة بالعودة الى منازلها في ناحية الوفاء غربي الرمادي التي استعيدت من قبضة تنظيم “داعش” الإرهابي الاثنين الماضي. وقال رئيس المجلس صباح الكرحوت ، إن “ارهابيي داعش فخخوا العديد من المنازل والطرق العامة والمباني في ناحية الوفاء والقوات الامنية بحاجة الى عشرة ايام لتنظيف الناحية من العبوات الناسفة لتكون مؤمنة لعودة النازحين”. واضاف “القوات الامنية تعمل حاليا على رفع العبوات الناسفة”. ويحشد عناصر تنظيم “داعش” على مدى الأيام الماضية قواته باتجاه قضاء حديثة وناحية البغدادي غربي الرمادي في مسعى منه لاقتحام المنطقتين اللتين تمكنتا لصد عشرات الهجمات المتواصلة من عدة محاور خلال الأشهر الماضية.
|