مستشفى الواسطي للجراحة التقويمية والتجميلية .. عنوان رائد في علاج الحالات الصعبة والدقيقة
2012-10-20 18:38:35
عدد المشاهدات : 18857
المستقبل العراقي/ لمياء نعمان
تعرض سليم حامد إلى انفجار عبوة ناسفة فقد فيها كفه اليمنى ومن حسن حظه وجدها المسعفون فأخذوه إلى مستشفى الواسطي لإجراء العملية وزرع كفه في يده مجدداً، وراعى الملاك الطبي إيقاف النزف والاهتمام بوعي المريض ومراقبة التنفس, وبدا سليم مسروراً عند مراجعته المشفى لتلقي العلاج ومتابعة حالته وهو يستطيع تحريك أصابعه مجدداً , كامل كاصد شاب آخر فقد قدمه في انفجار سيارة مفخخة ويبدو كئيباً متضايقاً من حالته وهو يراجع لغرض تلقي العلاج ومتابعة الطبيب لحالته, وبعدها سيحال إلى التأهيل الطبي لإعطائه أطراف صناعية ليتمكن من المشي لكنه وحسبما يقول لا استطيع الحراك كالسابق والركض فهو يلعب الكرة ويعمل كعامل بناء ولا يستطيع الآن من إعالة عائلته لكنه يرى أن الحياة ما زالت أمامه وهناك حالات أسوء من حالته.
زراعة الأمل في النفوس
حالات تبدو صعبة العلاج ويفقد المرضى الأمل في الشفاء وإعادة أعضائهم المبتورة أو إصلاح التشوهات الخلقية او التي تحصل لهم جراء أعمال العنف وإرهاب، لكن الأطباء الاختصاصيين في مستشفى الواسطي يحاولون قصارى جهدهم لزراعة ليس العضو المبتور بل زراعة الأمل في نفوس المصابين, وهم يعملون دون كلل وملل ودون أن يهملوا متابعة مرضاهم يومياً في العيادة الاستشارية ويصل وقت العملية الواحدة أحيانا من 5- 12 ساعة. ويعود إجراء تلك العمليات التي يصل سعرها إلى 500 دينار فقط وهو ثمن دخول المريض للمستشفى إلى افتتاح مركز الجراحة التجميلية والتقويمية إبان الثمانينيات من القرن الماضي وبرعاية د. علاء بشير لخوض عمليات كثيرة لا تعد ولا تحصى يجريها أطباء عراقيون اغلبها تكللت بالنجاح.
وعلى الرغم من تخلف العراق ولأكثر من ثلاثة عقود من الزمن في اللحاق بركب التطورات البحثية والجراحية في العالم إلا أنهم قادرون على إجراء أصعب العمليات ويأتي ذلك عن طريق الممارسة اليومية وعن طريق صفحات الانترنيت وهم يحتاجون إلى المزيد من الاطلاع على آخر ما توصل إليه العلم الحديث في مجال الجراحة التجميلية والتقويمية.
عمليات متنوعة
ويرى د. حيدر الجراح أخصائي جراحة تجميلية وتقويمية في مستشفى الواسطي والذي قام بزرع كف سليم حامد، بأن العمليات التي يقومون بإجرائها تصل من 500 – 700 عملية في الشهر تتوزع ما بين تشوهات ولادية وحروق وكسور وعمليات الفك والوجه وإرجاع الأعضاء المبتورة وتبديل مفصل الورك والركبة إضافة إلى عمليات إعادة الأعصاب الممزقة إلى حالتها السابقة وغيرها من الحالات النادرة التي تفدنا من الشارع نتيجة عمليات إرهابية حسبما أوضح, وكل طبيب اختصاص يستقبل حوالي من 40 – 60 مريضا يومياً ، وأما عن الحالات الصعبة فحسبما يشير، يتم إرسالها إلى الخارج عن طريق لجان في وزارة الصحة.
من الناحية القانونية، تمنع وزارة الصحة العراقية المستشفيات العامة من إجراء عمليات التجميل الكمالية.
إجراء آلاف العمليات سنوياً
الدكتور سعد داخل أحد المتخصصين في عمليات تجميل الحروق في مستشفى الواسطي قال "أن المستشفى يجري عمليات التجميل للتشوهات الخلقية والتشوهات الناتجة عن التفجيرات أو الحوادث، لكنه لا يجري عمليات تجميل الأنف، ونفخ الخدود وتكبير الثدي وسحب العين وغيرها من العمليات كون المستشفى يقدم خدماته مجانا".
ووفقا للطبيب داخل، فإن الواسطي أنجز في العام 2009 أكثر من 4200 عملية تجميل مختلفة بينها عمليات صغرى وكبرى، فضلا عن عمليات تجميل العظام، مبينا أن معظم الخاضعين للعمليات هم من ضحايا التفجيرات. وأضاف "أن عدد العمليات في ازدياد سنويا ، في المقابل، بات التهافت على المستشفيات والعيادات الخاصة حلا أمثل للحصول على شكل أجمل، مستوحى من أشكال الفاتنات اللواتي يظهرن على شاشات التلفاز.
ثماني ساعات في صالة العمليات
ويذكر أن فريقاً طبياً في مستشفى الواسطي التعليمي للجراحة التقويمية أجرى العام الماضي عملية جراحية ناجحة لشاب يبلغ من العمر 18 سنة بعد تعرضه لحادث بتر بآلة (خباطة) في محافظة كربلاء. حيث ذكر رئيس الفريق الدكتور جعفر هادي اختصاص الجراحة التقويمية والتجميلية الموضوع قائلا" استقبلنا المصاب كرار صفاء المحال من قبل مستشفى الإمام الحسين بعد أن تعرض لبتر هرسي للطرف العلوي الأيسر من أعلى عظم العضد، وأجرينا له الإسعافات الأولية والفحوصات اللازمة ومن ثم أجرينا له العملية. وأضاف هادي "العملية تمت بمرحلتين الأولى هي ربط العظم بمساند طبية (بلاتين خارجي) لكي يأخذ العظم المكسور استقراره ويبدأ بالالتحام والثانية ربط الشرايين والأوردة الدموية لكي تعيد اليد نشاطها. وأوضح هادي " استغرقت العملية ثماني ساعات بدأت في الساعة التاسعة مساء وانتهت في الساعة الرابعة صباحا، وتكللت بالنجاح بجهود الفريق الذي يضم الدكتور ظافر فؤاد اختصاص جراحة العظام والكسور وبمساعدة عدد من الأطباء الاختصاص والمقيمين وكذلك ساعدنا في ذلك الوعي الطبي لدى المواطنين من خلال إيصال المصاب والعضو المبتور في الوقت المحدد وهو ( 6) ساعات. مبينا "المصاب يحتاج إلى عمليات أخرى منها ربط الأوتار الحركية وكذلك الترقيع. يذكر أن مستشفى الواسطي أجرى العديد من حالات البتر وتكللت جميعها بالنجاح .
قوائم انتظار طويلة
وفي جولتنا داخل أروقة المستشفى التقينا ببعض المراجعين والمرضى داخل المستشفى وسألناهم عن انطباعاتهم بشأن أداء ومعاملة وطبيعة العمليات في المستشفى فكانت إجاباتهم متطابقة وطالب عدد من المرضى والمراجعين يقفون متراصين للوصول إلى الطبيب المختص بزيادة عدد الأطباء ليتسنى من متابعة وكشف إصاباتهم وأمراضهم وحتى لا ينتظرون كثيراً , وقالت أم طفلة لها تشوه خلقي في الفك , بأن مواعيد العمليات تأخذ وقتاً طويلاً وهذا ما يؤثر في نفسية المريض والمراجع ولا يمكنني حسبما تقول من إجراء عملية لابنتي في المستشفيات الأهلية بسبب ارتفاع الاسعار التي تصل إلى الملايين , ولكن آخرين كما تحدثت أم نسرين هناك من يلجأ لإجراء العمليات في مستشفى أهلي في أربيل أو في الهند ولا يمكننا ذلك.
أما المواطن صادق شنان رحيم فيرى "أن الخدمات الموجودة في المستشفى جيدة جداً ، والتعامل أكثر من رائع، والعمليات التي تجري للمرضى مفرحة ويتكلل اغلبها بالنجاح، ولكن من خلال مراجعاتي إلى المستشفى لاحظت مسألة تتعب المراجعين والمرضى وهي مسألة طوابير الانتظار الطويلة على أبواب الأطباء وما يزيد من معاناتنا، أما صالح مرسي حطاب فيقول:
- أنا اتفق مع ما ذكره الأخ المتحدث قبلي وأضيف أن هذا الزخم في المراجعين موجود أيضا في طابور العيادات الاستشارية وخاصة الأطباء الاختصاصيين ومنهم الدكتور (عباس الصحن) والدكتور (باقر) فتسلسل المراجعين يصل إلى (90 أو 100) مراجع ونقترح زيادة عدد العيادات الاستشارية في المستشفى.
وتقول السيدة أم زينب "" للأمانة كل شيء على أفضل ما يكون ولكن نعاني مسألة دخول المراجعين وزوار المرضى الراقدين فالتقيد بالضوابط يكون أول الدوام وبعدها تدب الفوضى في الدخول!".
وتؤكد السيدة أم احمد "وجود معاناة في مواعيد العمليات الجراحية التي تحدد من قبل الأطباء "مما يولد لدينا حالة من الإحباط والضيق فكثير من حالات المرضى لا تتحمل التأجيل أو الانتظار. فحملنا ما قاله المواطنون وطرحناه على المعنيين في المتشفى الذين عللوا ذلك كون الواسطي تعد المركز الوحيد في العراق بهذا الاختصاص وتأتيها حالات إحالة من جميع محافظات العراق فمن الطبيعي أن يكون هناك زخم من المراجعين، لكن نحن مقيدون بهذا العدد من العيادات الاستشارية بحسب أعداد الأطباء الموجودين في المستشفى.
جناح خاص بأسعار معقولة
وفي العودة للدكتور حيدر الجراح كشف لنا، بأن لدى مستشفى الواسطي جناحا خاصا لمن يرغب وبأسعار معقولة والسبب في المواعيد الطويلة بأن أعداد المصابين في تزايد وسعة صالات العمليات كما أن وقت العمليات طويل جداً ولا تكفي أحيانا اعدادا كثيرة, ونحن بحاجة إلى كوادر وسطية وأطباء تخدير وغير ذلك حتى يمكننا من إجراء العمليات المستعجلة أولا، ولا نهمل احدا أو نجعله ينتظر.