منافذ الفرح موصدة، تلك هي الحال، فأسعار النفط آخذة بالهبوط والتراجع، ومن دون موارد النفط نحن شعب يتضور جوعا، وإقرار الميزانية اخذ من الوقت اكثر مما ينبغي ولذلك أجهضت عشرات المشاريع والأحلام المرتقبة، وداعش وتمددها وجرائمها ومخاطرها على استقرار البلد ووحدته وأمنه، تبدوا وكأنها حكاية يراد لها أن تطول.. هذه المتاعب وغيرها شكلت مصدات سودا أمام بوابات الفرح حتى كاد الحزن يعاشر العراقيين لولا أن العبادي وحكومته، وما صدر عنهم من قرارات وإجراءات، فتحوا نوافذ عريضة للفرح، ولا أبالغ إذا قلت، أن العراقي منذ اشهر قلائل فقط عرف الطريق الى السعادة التي غابت عنه طوال عشر سنوات ويزيد!. اظن ولا أظن أحدا يخالفني الرأي، أن حصر السلاح بيد الدولة مثلا هو مدعاة للاستبشار، وبشارة لولادة مرحلة ونهاية مرحلة كانت شريعة الغاب فيها تحكم الشارع وتذعن الناس لأمرها، حتى بلغ التبختر والغي والاستهتار بها، أن يدها باتت فوق يد الدولة واقوي منها، ولا أظن أحدا يخالفني الرأي الا منتفع او في نفسه مرض، ان العبادي داوى جراحا في القلوب التي انهكها الصبر والانتظار، وأعاد الى النفوس شيئا لا يستهان به من الامل والطمأنينة وهو يلاحق الحيتان الكبيرة والفضائيين وعيون الفساد و(مشرعني) السرقة ورموز الضعف والجبن والخيانة.. لست ممن يصفقون للحاكم، وكنت اقول وما زلت اذا كان المسؤول من فضة فالابتعاد عنه من ذهب، غير ان المرحلة الحرجة التي يمر بها البلد، حيث دالات التقسيم والحرب الأهلية وانهيار الدولة والطائفية، وأطماع الجيران والمخططات الدولية، توحد صفوفها وتفتح افواهها كي تنال من العراق، أؤكد ان المرحلة تستدعي منا جميعا، ان نكون بعد الله عون العبادي وما يتخذه من قرارات شجاعة.. ربما من باب الحرص قبل أي باب اخر، ومن باب الخوف على صواب المسيرة قبل اي باب آخر، انحذر رئيس حكومتنا من الحلول الترقيعية ومن أنصاف الحلول، فمن خذل العراق وباع الموصل لا تصح احالته على التقاعد يا دولة الرئيس، بل يحال إلى اكثر المحاكم العسكرية قوة وعدلا ولو كان في ذلك قطع الرقاب لاقرب المقربين، ومن سرق مليارات الدولارات عليه ان يعيدها الى خزينة الشعب حتى اخر سنت، وان يقضي ما تبقى من عمره في زنزانة تليق بالسفلة واللصوص.. ومن ..ومن وبخلاف ذلك يا سيدي حيدر العبادي، فان الحيتان التي اخرجتها من الأبواب ستعاود الرجوع، والدخول من الشبابيك، اضرب فالحرامي جبان، اضرب ونحن يدك وظهرك، اضرب ونحن معك ما دمت لا تخشى في الحق لومة لائم..
|